قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن العالم يقف شاهدًا صامتًا على واحدة من أكثر الفصول دمويةً ومهانةً في التاريخ الإنساني الحديث، في مأساة جماعية تتكشف أمام أعين الجميع في قطاع غزة، حيث يُقتل الجوعى في طوابير المساعدات، ويُحاصر الأطفال والنساء والشيوخ بالموت البطيء، فيما تتراكم جثثهم أمام الشاحنات بدلًا من أن تتلقى سلال الغذاء.
وأضافت المنظمة أن المجاعة المفروضة على قطاع غزة اليوم ليست نتيجة لظروف طبيعية ، بل هي سياسة متعمدة، ممنهجة، ومقصودة وفصل من فصول جريمة الإبادة الجماعية وإذلال شعب بأكمله.
وذكرت المنظمة أن عدد الضحايا الذين قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء بلغ أكثر من 875 مدنيًا منذ 27 مايو فقط، بينهم عشرات النساء والأطفال، بينما يتم إطلاق النار بصورة مباشرة على الجوعى المتكدسين في طابور طويل أشبه بأنبوب تخنق فيه الحركة من كل الجوانب، هذا المشهد الروتيني اليومي الذي نقلت بعض تسجيلاته لم يحرك اي ساكن في ضمائر وقلوب العالم أجمع .
هذا الصمت المتراكم والشلل والإحجام عن اتخاذ أي إجراء حاسم شجع حكومة نتنياهو على اتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة عبر منع إدخال المواد الغذائية والطبية بشكل كامل فبات الأطفال والنساء والعائلات لا يجدون كسرة الخبز وحتى شربة الماء، الأمر الذي أدى إلى وفيات بشكل مباشر .
ولفتت المنظمة أن هذا يتم من خلال ما يُسمى بـ “مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)” التي أوكل إليها الاحتلال، بدعم أمريكي واضح، مهمة توزيع المساعدات بدلًا من الأمم المتحدة ووكالاتها، في خطة وصفتها الأمم المتحدة نفسها بـ”البديل الساخر” و”المدمر لمبادئ العمل الإنساني”.
تلك المؤسسة، التي تدير أربع نقاط توزيع تتحول يوميًا إلى ساحات إعدام ميداني، يتم فيها إطلاق الرصاص على الجموع في مشاهد تحاكي وتفوق الدراما الخيالية السوداء “ألعاب الجياع” في أحلك تجارب القمع. وقد تأكد للمجتمع الدولي أن مسؤولي هذه المؤسسة والمتعاقدين معها، من شركات أمنية خاصة أميركية، هم شركاء مباشرين في فرض هذا الواقع الدموي.
وبينت المنظمة أن فشل الأمم المتحدة في حماية النظام الإنساني، ورضوخها أمام إقصاء وكالاتها لصالح جهات متورطة في الانتهاكات، يمثل عارًا دوليًا مدويًا، ويُظهر مدى انحسار القيم الأخلاقية. أما الولايات المتحدة، فقد أظهرت في هذا الملف تبعية عمياء لا تتوقف عند الصمت، بل تعدت إلى التبرير والدعم المالي والعسكري والسياسي وتوفير الغطاء لكل ما تفعله إسرائيل على الأرض، بما في ذلك عسكرة توزيع الغذاء وقتل المحتاجين له.
وشددت المنظمة أن استمرار هذا الوضع دون مواجهة حقيقية من دول العالم، يعني أن المجتمع الدولي في أسوأ حالاته من العجز والخرس الأخلاقي، وأن كل البيانات الصادرة من المنظمات والهيئات، مهما بدت قوية اللفظ، فهي والعدم سواء، حيث لا تطعم الجوعى ولا تحمي من الرصاص.
ووجهت المنظمة نداءً مفتوحًا إلى شعوب العالم وبخاصة الجنوب العالمي، وإلى الدول التي لم تُشترَ مواقفها في سوق النفاق السياسي الدولي – من جنوب إفريقيا إلى أيرلندا وتشيلي والبرازيل – بأن لا تكتفي بالإدانة الأخلاقية، بل تتحرك بخطوات ملموسة على المستوى القانوني والدبلوماسي. إن ما يجري في غزة من تجويع جماعي وقتل ميداني أمام شاحنات المساعدات لا يُترك للمناشدات وحدها، بل يتطلّب إجراءات سيادية تبدأ بسحب السفراء، وتجميد العلاقات، وتكوين كيانات دولية فاعلة قادرة على كسر هذا الحصار وإنقاذ مئات الآلاف من الموت جوعا.
وناشدت المنظمة النقابات والاتحادات المهنية والطلابية والأكاديمية حول العالم لتعظيم الجهود والضغط على حكوماتهم لاتخاذ ما يلزم من إجراءات تؤدي إلى إدخال الغذاء والدواء بإشراف الأمم المتحدة دون أي شروط مسبقة.
ودعت المنظمة الشعوب العربية والإ للضغط على المنظومة الرسميه التي تصمت صمت القبور على ما يحدث فلا مؤتمرات ولا حتى بيانات تندد بالحريمه المستمره، فجريمة التجويع التي ترتكب تحتم التفكير بشكل استثنائي لمواجهة هذه الجريمه الغير مسبوقه فيجب على الدول الأعضاء في الجمعيه العام عقد جلسه خاصه طارئه لا في نيويورك انما على الحدود مع قطاع غزه في مدينة رفح المصريه لاتخاذ قرارات وتدابير فشل مجلس الامن باتخاذها .