في الساعات الأولى من ثاني أيام عيد الأضحى المبارك؛ قُتل 34 فلسطينياً، في سلسلة من عمليات قصف وإطلاق نار نفذها الاحتلال في مناطق متفرقة من قطاع غزة، في إطار حرب إبادة مستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.
ففي غرب مدينة خان يونس، قُتل 12 مدنياً، بينهم أربعة من عائلة واحدة (أب وأم وطفلان)، وأُصيب أكثر من 40 آخرين، جراء قصف استهدف خيام نازحين لجأوا إلى المكان هرباً من القصف السابق.
كما قُتل 7 مدنيين في قصف منزل يأوي نازحين غرب مدينة غزة.
وفي مشهد بات يتكرر يومياً؛ فتحت قوات الاحتلال نيرانها المباشرة على مدنيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية قرب مركز توزيع غرب مدينة رفح، ما أسفر عن مقتل 6 وإصابة آخرين بجراح متفاوتة.
ومنذ 27 أيار/مايو الماضي، ارتفعت حصيلة القتلى برصاص الاحتلال أثناء محاولاتهم الوصول إلى الغذاء إلى 115، إضافة إلى أكثر من 580 مصاباً، و9 مفقودين، في مؤشرات واضحة على تجويع متعمد للسكان المحاصرين.
وأمس في أول أيام عيد الأضحى؛ قُتل 33 مدنياً في غارات وقصف استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما يعكس تصعيداً مستمراً لا يعير اعتباراً لأي مناسبات دينية أو إنسانية.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يخضع قطاع غزة لعدوان عسكري شامل خلّف أكثر من 180 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين الذين يواجهون ظروفاً بالغة القسوة في ظل انهيار البنى الأساسية وغياب أي حماية إنسانية.
وتشير الوقائع المتراكمة إلى سياسة ممنهجة تعتمد القتل الجماعي، والتهجير القسري، والتدمير الواسع للمساكن، واستهداف مراكز الإيواء والتجمعات المدنية، بما يتجاوز وصف الانتهاكات، ليُصنّف كجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي الإنساني.
إن الصمت الدولي تجاه هذه الانتهاكات، واستمرار الإفلات من العقاب، يعمّق من حجم المأساة، ويكرّس واقعاً تسوده شريعة القوة، على حساب أبسط المبادئ الإنسانية والعدالة الدولية.