في تصعيد مستمر للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قُتل أربعة فلسطينيين، بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة، وأصيب آخرون بجروح، اليوم الأحد، جراء غارتين جويتين استهدفتهم شرق مدينة رفح جنوب القطاع.
وأفادت وزارة الداخلية في غزة بأن طائرات الاحتلال استهدفت عناصر من الشرطة أثناء قيامهم بتأمين قوافل المساعدات الإنسانية في منطقة الشوكة شرقي رفح، ما أدى إلى مقتل يوسف خالد شيخ العيد، إبراهيم سعدي شيخ العيد، وبلال علي المغاري، فيما أُصيب آخر بجروح خطيرة.
وفي غارة أخرى؛ قُتل المواطن عماد حمدي الشاعر جراء استهدافه بطائرة مسيّرة إسرائيلية في منطقة أبو حلاوة ببلدة الشوكة شرقي مدينة رفح.
ويمثل هذا الاستهداف جزءًا من نمط متكرر من الهجمات التي تطال الأجهزة المدنية والعاملين فيها، في خرق واضح لمبادئ القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف الأفراد غير المشاركين في العمليات القتالية، بمن فيهم عناصر الشرطة الذين يتولون مهام مدنية تتعلق بتنظيم شؤون المواطنين.
ويحظر القانون الدولي أيضًا الاعتداء على العاملين في القطاعات الخدمية خلال النزاعات المسلحة، وخاصة أولئك الذين يتولون مسؤوليات تتعلق بحفظ الأمن المدني في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة، ما يجعل هذه الهجمات بمثابة انتهاك للالتزامات الدولية التي تفرض حماية هؤلاء الأفراد.
ويأتي هذا القصف بعد يوم من إعلان وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع أعداد القتلى في قطاع غزة إلى 48,264، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما بلغ عدد الجرحى 111,688، منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وخلال الفترة الممتدة من 7 أكتوبر 2023 حتى 19 يناير 2025، تجاوز عدد القتلى والجرحى 158 ألفاً، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، ما يعكس حجم الدمار والخسائر البشرية الهائلة التي خلّفها العدوان.
ويثير استمرار عدوان الاحتلال تساؤلات حول مدى التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، في ظل مئات الخروقات التي ارتكبها خلال فترة الاتفاق. كما يسلط الضوء على الحاجة إلى اتخاذ خطوات جدية لوقف الانتهاكات التي يدفع ثمنها المدنيون، مع ضرورة فرض آليات تضمن المساءلة عن الجرائم التي تُرتكب بحقهم، وعدم السماح باستمرار الإفلات من العقاب.