تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامها وحصارها لمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بينما يستهدف قناصة الاحتلال كل من يتحرك في المجمع ومحيطه.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن مستشفى ناصر المحاصر منذ فترة من قبل جنود الاحتلال بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لم يعد قادرا على تقديم الخدمات.
وأضاف في منشور عبر منصة “إكس” أنه لم يُسمح لفريق المنظمة الجمعة والسبت بدخول المستشفى لتقييم أوضاع المرضى والاحتياجات الطبية الحرجة، على الرغم من وصوله إلى حرم المستشفى لتوصيل الوقود بالتعاون مع الشركاء.
وأكد غيبريسوس أن “مستشفى ناصر لم يعد قادراً على تقديم الخدمات بعد الاقتحام والحصار المستمر منذ أسبوع”.
ولفت إلى أنه “لا يزال هناك حوالي 200 مريض في المستشفى، ويحتاج ما لا يقل عن 20 مريضا إلى إحالة عاجلة إلى مستشفيات أخرى لتلقي الرعاية الصحية”.
وشدد غيبريسوس على أن المرضى سيدفعون حياتهم ثمن أي تأخير في الإحالة، مشيرا إلى ضرورة تسهيل الوصول إلى المرضى والمستشفى.
من جهته؛ قال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، الدكتور أشرف القدرة، إن الاحتلال الاسرائيلي حوّل مجمع ناصر الطبي إلى ثكنة عسكرية، وأخرجه عن الخدمة.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي وضع الكوادر الطبية لساعات طويلة في مبنى الولادة، وهم مقيدو الأيدي، واعتدى عليهم بالضرب، وجردهم من ثيابهم، مؤكدا أن قوات الاحتلال اعتقلت 70 من الكوادر الصحية في مجمع ناصر الطبي.
ولفت إلى أنه لم يتبقَ سوى 25 كادرا طبيا في مجمع ناصر الطبي، ولا يستطيع التعامل مع الحالات التي تحتاج إلى رعاية سريرية فائقة.
وبين القدرة أن الاحتلال الاسرائيلي اعتقل طبيب العناية المركزة، ولا يوجد أي طبيب لمتابعة الحالات الحرجة.
وقال إن قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت عشرات المرضى الذين لا يستطيعون الحركة، وهم على أسرّة العلاج، وتم وضعهم على أسرّة للجيش، ووضعهم في شاحنات، واقتيادهم إلى جهة غير معلومة، مما يعرّض حياتهم للخطر.
وتابع القدرة: “لا تزال الكهرباء مقطوعة عن مجمع ناصر الطبي منذ 3 أيام، مما أدى إلى توقف الأكسجين عن المرضى”.
وأشار إلى أن “توقف الأكسجين أدى إلى استشهاد 7 مرضى حتى اللحظة، ونخشي وفاة عشرات الحالات الخطيرة”.
ولفت إلى “ولادة 3 سيدات من بينهن طبيبة في مجمع ناصر الطبي، في ظروف قاهرة وغير آمنة، وتفتقر للمياه والطعام والكهرباء والنظافة، مشيرا إلى “انقطاع المياه بالكامل عن مجمع ناصر الطبي بسبب توقف المولدات الكهربائية لليوم الثالث”.
وقالت القدرة إن “مياه الصرف الصحي تغمر أقسام الطوارئ في مبنى الطراحة بمجمع ناصر الطبي، ويرفض الاحتلال التنسيق لإصلاحها منذ عدة أيام”.
وأضاف: “نحمّل الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الطواقم الطبية والمرضى في مجمع ناصر الطبي”.
والخميس الفائت؛ اقتحمت القوات الإسرائيلية مجمع ناصر، وهو الأكبر والأهم في جنوب قطاع غزة، بعد أن أجبرت آلاف النازحين على الخروج منه.
يُذكر أن 14 مستشفى في غزة تعمل بشكل جزئي، بينها تسعة مستشفيات في الجنوب.
وتستلزم هذه الأزمة التي يمر بها مجمع ناصر الطبي، تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لضمان حماية حقوق المرضى، وتوفير الرعاية الطبية الضرورية لهم، ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولية الإنساني، الذي ينص على حماية المنشآت الطبية والعاملين فيها خلال النزاعات.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.
ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.