توفي ثلاثة مرضى في مستشفى الأمل بخانيونس جنوب قطاع غزة، جراء منع الاحتلال الإسرائيلي دخول الأكسجين إلى المستشفى منذ نحو أسبوع.
ونفت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان اليوم الأحد، ادعاء الاحتلال بإدخاله أسطوانات الأكسجين إلى المستشفى، أو أي أجهزة طبية أخرى، مؤكدة أن قوات الاحتلال دمرت أجهزة ومعدات طبية خلال اقتحامها للمستشفى، واعتدت على الطاقم بالضرب والتنكيل بهم وإهانتهم، قبل اعتقال 9 من الطواقم الطبية والإدارية، وإصابة أربعة آخرين، وخمسة من مرافقي المرضى.
وأضافت أن الاحتلال يواصل منع إدخال الوقود اللازم لعمل مولدات الكهرباء رغم أن مخزون الوقود أوشك على الانتهاء خلال يومين من الآن، ما يهدد بتوقف المستشفى عن العمل في ظل استمرار حصاره لليوم الـ21 على التوالي، بمن فيه من مرضى وجرحى وطواقم طبية وإدارية.
ويشكل نفاد مخزون الأكسجين في مستشفى الأمل بخانيونس، مسألة حقوقية ملحة وخطيرة، حيث إن هذه الأزمة تتناقض بشكل صارخ مع القوانين والمبادئ الدولية التي تحكم حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، خاصة فيما يتعلق بحماية ورعاية المدنيين في أوقات النزاعات والأزمات.
ويُعد الوصول إلى الرعاية الصحية الكافية حقاً أساسياً للإنسان، ويتضمن ذلك توفير مستلزمات الرعاية الطبية الضرورية مثل الأكسجين، الذي يؤدي نقصه إلى تهديد حياة المرضى، خاصة أولئك الذين في حاجة ماسة للعمليات الجراحية، مما يعرض حقهم في الحياة للخطر.
وتستلزم هذه الأزمة التي يعيشها مستشفى الأمل، تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لضمان حماية حقوق المرضى، وتوفير الرعاية الطبية الضرورية لهم، ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولية الإنساني، الذي ينص على حماية المنشآت الطبية والعاملين فيها خلال النزاعات.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.
ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.