يستيقظ قطاع غزة كل يوم على مشهد جديد من الفقد، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ 22 شهراً حرب إبادة جماعية ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطيني في أبسط مقوماته، من حياة وسكن وغذاء، غير عابئ بالقوانين الدولية ولا بحرمة المدنيين.
ومنذ فجر الأربعاء وحتى لحظة نشر هذا التقرير؛ قتل الاحتلال 29 فلسطينياً، بينهم 10 أفراد من عائلة واحدة، وأصاب آخرين في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي استهدف خيام نازحين ومنازل وتجمعات لمدنيين ينتظرون مساعدات في مدينة غزة ووسط القطاع.
وفي أحدث الاعتداءات؛ أطلق جنود الاحتلال النار على تجمعات منتظري المساعدات في محيط محور نتساريم وسط القطاع، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص.
كما استهدف قصف جوي منزل عائلة أبو دف في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، موقعاً 12 قتيلاً.
وفي حي تل الهوا، قصف الاحتلال خيام عائلة أبو حنيدق في شارع 8، فقتل 7 منهم، بينهم 5 أطفال وسيدة.
وقتل فلسطيني من منتظري المساعدات في محيط محور نتساريم، فيما قُتل آخر في منطقة موراج جنوبي القطاع.
وتندرج هذه المجازر اليومية ضمن نمط ثابت من الاستهداف الممنهج للمدنيين ومناطق نزوحهم، ما يشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف وقواعد القانون الدولي الإنساني، التي تحظر الهجمات العشوائية أو الموجهة ضد المدنيين وتعدّها جرائم حرب.
ويشع تراكم هذه الانتهاكات، واتساع نطاق القتل والتدمير والحرمان الممنهج من الغذاء، ما يجري في غزة في خانة الإبادة الجماعية، وفق التعريف القانوني الذي يشمل الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية.
ومنذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت حرب الإبادة هذه 61,599 قتيلاً و154,088 مصاباً، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف مجاعة أودت بحياة 227 شخصاً، بينهم 103 أطفال، في ظل غياب أي إجراءات فعالة لوقف هذه الكارثة الإنسانية.