في استمرار لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، قُتل تسعة فلسطينيين، معظمهم من الأطفال، وأُصيب آخرون، الأحد، جراء قصف مكثف للاحتلال الإسرائيلي، استهدف مناطق متفرقة في شمال وجنوب القطاع، بالتزامن مع أول أيام عيد الفطر.
وأفادت مصادر طبية وشهود عيان بأن الغارات الإسرائيلية استهدفت منازل مدنية وخياماً للنازحين ومركبات مدنية، مما أسفر عن مقتل ستة فلسطينيين، بينهم خمسة أطفال، في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس وخيمة نازحين في قيزان رشوان جنوب المدينة.
كما استهدف القصف المدفعي الأحياء الشرقية لخان يونس، ما أدى إلى تدمير المنازل وإصابة المدنيين برصاص الاحتلال.
وفي مدينة غزة؛ استهدفت الغارات ثلاث مركبات مدنية في حي التفاح، مما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة آخرين، بينما شنت الطائرات الحربية قصفاً على حي الشجاعية والزيتون.
كما قُتلت طفلتان وأُصيب آخرون في غارة استهدفت منزلاً لعائلة مقبل في جباليا شمال القطاع.
وتندرج هذه الهجمات في إطار الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، حيث تحظر اتفاقيات جنيف استهداف المدنيين والمناطق السكنية، خاصة خلال الأعياد والمناسبات الدينية. وتشير التقارير الحقوقية إلى أن الاحتلال يستخدم القوة العسكرية المفرطة دون تمييز، في ما يعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ التناسب والضرورة العسكرية.
وترتقي سياسة الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين إلى جرائم حرب وإبادة جماعية، تستدعي تحقيقاً دولياً ومساءلة قانونية. وقد أكدت الأمم المتحدة أن القطاع يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل الحصار المشدد واستمرار الهجمات التي تحرم المدنيين من أدنى مقومات الحياة.
ومنذ استئناف حرب الإبادة على غزة في 18 مارس/آذار الجاري، قُتل 921 فلسطينياً وأُصيب 2054 آخرون، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة في غزة. وبذلك يرتفع إجمالي ضحايا الحرب منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى أكثر من 164 ألف قتيل وجريح، فيما لا يزال أكثر من 14 ألف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
ورغم تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي، يستمر الدعم الأمريكي والأوروبي اللامحدود لهذا العدوان، مع تراجع واضح في المواقف الدولية تجاه المحاسبة والمساءلة.
وفي ظل استمرار المجازر؛ أدى مئات الآلاف من الفلسطينيين صلاة عيد الفطر بين أنقاض المساجد المدمرة، وفي مراكز الإيواء المؤقتة، وسط غياب كامل لأجواء العيد التقليدية.
وبينما يحيي العالم الإسلامي العيد بالاحتفالات، يواصل سكان غزة دفن ضحاياهم وسط أنقاض منازلهم، في مشهد يعكس وحشية العدوان وسكوت المجتمع الدولي عن معاناة الفلسطينيين.