قتلت أجهزة الأمن الفلسطينية المواطن محمود الجلقموسي وطفله، بعد أن أطلقت النار عليهما أثناء تعبئة مياه الشرب على سطح منزلهما في مخيم جنين، فيما أصيبت ابنة الجلقموسي بجروح خطيرة نقلت على إثرها إلى المستشفى.
بحسب إفادات عائلية، كان محمود الجلقموسي وأفراد أسرته يحاولون تأمين المياه وسط انقطاع مستمر، عندما أطلق قناص تابع لأجهزة الأمن الفلسطينية النار بشكل مباشر، ما أدى إلى مقتله وطفله على الفور. وأوضحت العائلة أن قوات الأمن تطلق النار بشكل عشوائي، مما يعرض حياة المدنيين لخطر دائم.
يأتي ذلك في إطار الحملة الأمنية المشددة التي تفرضها أجهزة السلطة الفلسطينية على مخيم جنين منذ 30 يومًا، والتي تشمل إغلاق المخارج والمداخل الرئيسية، ومنع تنقل الأفراد، وقطع إمدادات المياه والكهرباء عن المخيم، ما أدى إلى أوضاع إنسانية متدهورة، حيث يعاني السكان من نقص في الغذاء والدواء، بالإضافة إلى شلل في الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.
وأشارت تقارير محلية إلى أن الحملة الأمنية الواسعة تستهدف المقاومين والمطلوبين، لكن آثارها الكارثية امتدت لتشمل المدنيين، مع تصاعد عمليات الاعتقال والملاحقات، وسط أنباء عن استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الأمن، بما في ذلك عمليات إطلاق نار عشوائي.
وتزامن ذلك مع استمرار أصوات الاستغاثة من داخل المخيم، حيث ناشد السكان المنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل لإنهاء الحصار ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، مشددين على أن المخيم أصبح منطقة منكوبة تعاني من شلل شبه تام في الحياة اليومية.
يُذكر أن مخيم جنين يشهد أوضاعًا أمنية متوترة منذ أكثر من شهر، وسط استمرار الحملة الأمنية المكثفة التي شنتها أجهزة الأمن الفلسطينية مما أسفر عن مقتل ثمانية مواطنين بينهم طفل وصحفية وإصابة العشرات، حيث تتصاعد المخاوف من تفاقم الأزمة في ظل غياب أي تحركات جدية لإنهاء حالة العنف الأمني المتزايدة.