قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن التزايد المفزع في أعداد وفيات السجون المصرية الآونة الأخيرة، يستلزم موقفا موحدا من المجتمع الدولي مبني على إعلاء قيمة حقوق الإنسان، يهدف إلى الضغط على النظام المصري من أجل وقف آلة القتل البطيء للمعتقلين في تلك السجون التي لا تتوقف عن سحق أرواح المعتقلين.
وكان أربعة معتقلين مصريين قد لقوا حتفهم داخل السجون المصرية في أقل من أسبوع نتيجة الحرمان من الرعاية الطبية اللازمة لأوضاعهم الصحية التي ازدادت تدهورا بسبب أوضاع الاحتجاز المزرية تحت إشراف مباشر من إدارات السجون والأجهزة الأمنية العليا.
وأوضحت المنظمة أن المتوفون هم المعتقل أحمد النحاس (63 عاماً)، والذي توفي نتيجة إصابته بفيروس كورونا داخل محبسه في سجن طرة الخميس 23 سبتمبر/أيلول، لكن السلطات لم تبلغ العائلة بالوفاة إلا الأحد 26 سبتمبر/أيلول.
وفي ذات التاريخ -23 سبتمبر/أيلول، توفي المعتقل محمود عبد اللطيف (47 عاماً) داخل مقر احتجازه في سجن وادي النطرون ليمان 441، وتؤكد عائلته أنه لم يكن يعاني من مشاكل صحية مسبقة، لكن ظروف الاحتجاز القاسية كان لها أثر سيء على حالته.
وبتاريخ 20 سبتمبر/أيلول، توفي المعتقل خالد علي عريشة (49 عاماً) داخل مركز شرطة ميت غمر، بسبب تدهور حالته الصحية إذ كان يعاني من مرض الربو وحساسية الصدر، ولم تتوفر له سبل الرعاية اللازمة لوضعه الصحي.
وبتاريخ 19 سبتمبر/أيلول توفي المعتقل سلامة بركات (42 عاماً) داخل سجن طرة، نتيجة تعرضه للإهمال الطبي المتعمد، حيث كان يعاني من أمراض بالجهاز التنفسي والرئة.
وبينت المنظمة أن عدد قتلى ووفيات مقار الاحتجاز المصرية ارتفع بوفاة هؤلاء الأربعة إلى 904 شخصاً منذ تولي النظام الحالي الحكم في البلاد، بينهم 37 شخصاً خلال العام الجاري، لافتة أن معظم تلك الوفيات جاء نتيجة الإهمال الطبي أو سوء أوضاع الاحتجاز من تكدس أو انعدام تهوية، فضلاً عن المتوفين نتيجة التعذيب.
وأكدت المنظمة أنه في ظل تباهي السيسي بافتتاح مجمع جديد للسجون على الطراز الأمريكي، وادعاء المسؤولين والإعلاميين الموالين له بأن السجون المصرية مصممة على أعلى مستوى من التجهيزات والمعايير الدولية تأتي هذه الوفيات لفضح النظام المصري وترسانته الإعلامية المضللة.
وأضافت المنظمة أن السجون المصرية مخالفة للمعايير الدولية سواء من الناحية الفنية أو الناحية الإدارية، إذ تُبنى السجون من مواد غير عازلة للحرارة، كما أن الزنازين لا تصلح لاستخدام البشر بسبب رداءة التهوية فيها، وعدم ملاءمتها لعدد النزلاء الذي يزيد دائما عن القدرة الاستيعابية لكل زنزانة بأربعة أضعاف على الأقل.
وشددت المنظمة على أن استمرار التجاهل الدولي لانتهاكات النظام المصري وطريقته الوحشية في التعامل مع المعتقلين، واختزال المطالبات الحقوقية للنظام المصري لحالات فردية محدودة للغاية، هو رسالة سلبية لهذا النظام الذي يتحين الفرص للفتك بمعارضيه.