أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الإثنين، اقتحام مجمع الشفاء الطبي غربي شمال مدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف وتحليق لطائرات مسيرة، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى.
وتوغلت دبابات وآليات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال بشكل مفاجئ، تحت غطاء ناري كثيف، في مناطق غربي مدينة غزة، وحاصرت مجمع الشفاء الطبي، الذي يتواجد فيه آلاف النازحين والمرضى والجرحى، واستهدفت أجزاء منه بالقذائف المدفعية والطائرات المسيرة.
ورافق عدد كبير من الطائرات المسيرة عملية الاقتحام للمستشفى، والتي ما زالت متواصلة.
وأسفر استهداف المستشفى من قوات الاحتلال وإطلاق النار بداخله، عن مقتل وإصابة عدد من النازحين، وما زالت جثث القتلى في باحات المستشفى والطرقات المحيطة به.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن “جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم مجمع الشفاء الطبي بالدبابات والجنود المدججين بالأسلحة وبالطائرات المُسيرة، منذ ساعات الفجر الأولى”.
وأضاف المكتب، في بيان، أن قوات الاحتلال “أطلقت النار داخل المستشفى مما أثار الخوف والذعر بين الجرحى والمرضى والنازحين، وهذا يهدد حياة الآلاف من المتواجدين داخل مجمع الشفاء الطبي، في جريمة حرب تضاف إلى السجل الأسود لجيش الاحتلال الذي مازال يرتكب الجرائم والمجازر المختلفة”.
واعتبر أن اقتحام المستشفى وإطلاق النار بداخله “جريمة حرب، تؤكد النية المبيتة للاحتلال بالقضاء على القطاع الصحي وتدمير المستشفيات”.
من جهته؛ قال الهلال الأحمر الفلسطيني، الاتصالات انقطعت تماما مع مجمع الشفاء الطبي بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال.
وأضاف أن استهداف مجمع الشفاء الطبي يأتي بعد أن استعاد خدماته جزئيا خلال الفترة الماضية، لافتا إلى أن الاحتلال يتجاهل كل النداءات الدولية بضرورة حماية المؤسسات الصحية والطواقم الطبية.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي منذ بداية الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث اقتحمته للمرة الأولى في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد أن حاصرته لمدة أسبوع على الأقل.
وحينها انسحبت القوات الإسرائيلية من المستشفى في 24 نوفمبر، بعد تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه وأجهزة ومعدات طبية إضافة لمولد الكهرباء بالمستشفى.
وتستلزم عملية الاقتحام الجديدة لمجمع الشفاء الطبي، تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لضمان حماية حقوق المرضى، وتوفير الرعاية الطبية الضرورية لهم، ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولية الإنساني، الذي ينص على حماية المنشآت الطبية والعاملين فيها خلال النزاعات.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.
ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.