لليوم السادس على التوالي؛ يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مجمع الشفاء الطبي، الذي كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح، وينفذ حملة اعتقالات واسعة بصفوف النازحين، ويقصف المنازل المحيطة بالمستشفى، ما خلف مئات الشهداء والجرحى.
ووفق إقرار جيش الاحتلال نفسه؛ فقد ارتفع عدد القتلى في مجمع الشفاء إلى أكثر من 170 قتيلا، فيما بلغ عدد المقتلين أكثر من 800 معتقل.
واليوم السبت؛ أعدمت قوات الاحتلال الطبيب محمد زاهر النونو في مستشفى الشفاء بعد رفضه المغادرة وترك الجرحى، بينما تحتجز أكثر من 240 فلسطينياً رهائن في مبنى الأمير نايف داخل المجمع الطبي.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هدد بقصف وتدمير مباني مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، فوق رؤوس الطواقم الطبية ومن فيه.
وقال في بيان: “وصلتنا إفادات من داخل مجمع الشفاء الطبي تشير إلى تهديد جيش الاحتلال الإسرائيلي للطواقم الطبية المتواجدة داخل مباني المستشفى والنازحين بأنه سيقوم بقصف تلك المباني وتدميرها فوق رؤوسهم، أو أن يخرجوا للتعذيب والتحقيق والإعدام”.
وأعرب عن استنكاره وإدانته “البالغة” لتلك “الجريمة المنظمة” التي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها “بكل وحشية وانتقام”. كما حمّل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي “المسؤولية الكاملة عن استمرار الجريمة ضد مجمع الشفاء الطبي والطواقم الطبية والجرحى والمرضى والنازحين المدنيين”.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي دول العالم بـ”إدانة جريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بكل وحشية، والخروج من مربع الصمت وممارسة دور عملي لوقف الحرب والمجازر المتواصلة بأشكال مختلفة”.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي منذ بداية الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث اقتحمته للمرة الأولى في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد أن حاصرته لمدة أسبوع على الأقل.
وحينها انسحبت القوات الإسرائيلية من المستشفى في 24 نوفمبر، بعد تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه وأجهزة ومعدات طبية إضافة لمولد الكهرباء بالمستشفى.
وتستلزم عملية الاقتحام الجديدة لمجمع الشفاء الطبي، تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لضمان حماية حقوق المرضى، وتوفير الرعاية الطبية الضرورية لهم، ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولية الإنساني، الذي ينص على حماية المنشآت الطبية والعاملين فيها خلال النزاعات.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.
ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.