القرار يستهدف القضاء على الشاهد الرئيس على نكبة الشعب الفلسطيني
القرار يستهدف تفكيك المخيمات وتصفية حق العودة في إطار صفقة القرن
على الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني التكاتف للتصدي لقرار ترامب
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن قرار الإدارة الأمريكية بوقف تمويل وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) هو اعتداء جسيم على حقوق الشعب الفلسطيني ومشاركة في جرائم وممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أصدر قراراً الجمعة 31 أغسطس/آب 2018 بوقف كل التمويل الذي كانت تقدمه الولايات المتحدة لوكالة الأونروا بحجة أن نموذج عملها وممارساتها المالية عملية معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه.
وأشارت المنظمة إلى أن هذا القرار أتى بعد أسبوع من إعلان الإدارة الأمريكية عن نيتها خفض 200 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي الفلسطيني لبرامج في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى قرار سابق بخفض تبرعات الأونروا من 365 مليون دولار إلى 65 مليوناً فقط تم دفعهم بداية العام الجاري، وهو ما عطل العديد من خدمات الوكالة العادية والطارئة ووضعها في أزمة مالية ضخمة أثرت على برامجها وعلى العاملين بها.
ولفتت المنظمة إلى أن وكالة الأونروا تقدم الدعم لما يقارب من 5.9 مليون لاجيء فلسطيني متواجدين في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا هم في الأصل أحفاد لما يقارب 700 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح من ديارهم عام 1948، مشيرة إلى أن أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية سيئة للغاية وسيؤدي القرار الأمريكي إلى تفاقم أزمتهم في حال لم يعوض الدعم الأمريكي.
وعبرت المنظمة عن دهشتها أن هذه القرارات تستهدف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية بينما ما تقدمه الإدارة الأمريكية من دعم للأجهزة الأمنية الفلسطينية لم يمس مطلقا.
وأضافت المنظمة أن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة لا يمكن أن تتأثر بقطع دعم مادي، وأن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى هذا الدعم، فهناك 167 دولة عضو في الأمم المتحدة تدعم الوكالة.
وعلى الرغم من اعتبار أمريكا داعما رئيسا لوكالة الأونروا الا انه لا يتساوق مع المليارات السنوية التي تقدمها كدعم لإسرائيل أو حتى ما تجمعه المنظمات الصهيونية من تبرعات لدعم الاستيطان مستفيدة من الاعفاء الضريبي.
وأوضحت المنظمة أن تبرعات أمريكا للأونروا في الفترة من عام 1950-1989 بلغت حوالي 1473 مليون دولارا وفِي الفترة 1990-2017 تراوح الدعم بين 59 الى 359 مليون دولار سنويا وهي مبالغ هزيلة مقارنة بما تقدمه الحكومة والمنظمات المختلفة من دعم لإسرائيل منذ إنشائها.
وأكدت المنظمة أن الدعم الامريكي يمكن تعويضه مع وجود الاتحاد الاوروبي والدول الأعضاء كثاني أكبر داعم للأونروا تليه الدول العربية التي يجب عليها أن ترفع حصصها لحل الازمه كما يتوجب على منظمة التعاون الاسلامي تقديم ما يلزم للقضاء كليا على تداعيات القرار الأمريكي.
وشددت المنظمة أن خطورة القرار لا تكمن في أبعاده المادية إنما السياسية حيث أنه يهدف إلى القضاء على الشاهد الرئيس على نكبة الشعب الفلسطيني وبالتالي تفكيك المخيمات وتصفية حق العودة في إطار ما يسمى صفقة القرن.
إن هذه الخطوة وما سبقها من خطوات خطيره بنقل السفارة الامريكية الى القدس والاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ما كانت الادارة الامريكية لتقدم عليها لولا دعم بعض الدول العربية وتقاربها الذي أصبح مكشوفا مع إسرائيل.