قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان إن القانون الدولي الإنساني الذي يحمي المدنيين والأعيان المدنية في ظل الحرب أصبح من التاريخ، أُبيدت قواعده عن آخرها من خلال القتل والتهجير والتجويع والتدمير في قطاع غزة والضفة الغربية، في إطار إبادة منهجية مستمرة يرتكبها الاحتلال جهارًا نهارًا تحت سمع وبصر المجتمع الدولي.
وأضافت المنظمة أن الاحتلال، مدعومًا من الولايات المتحدة، في كل يوم يُمعن في جرائمه، محولًا قطاع غزة إلى مسرح للموت والدمار، فليل أمس استهدف مبنى الطوارئ والاستقبال في المستشفى المعمداني، ليدمره ويُخرج المستشفى بالكامل عن العمل، حارمًا الآلاف من خدماته المتواضعة التي يقدمها للمرضى والجرحى في ظل نقص حاد في الأدوات والأدوية بسبب الحصار المشدد الذي يفرضه الاحتلال.
وأشارت المنظمة إلى أن مشهد هروب المرضى والجرحى على الأسرة مع مرافقيهم للنجاة بما تبقى من حياة البؤس التي يعيشونها، يرسم صورة قاتمة لحاضر ومستقبل الضحايا، في ظل الصمت والشلل الذي يسود المجتمع الدولي، فهذا المشهد يتكرر طوال 18 شهرًا دون أن يتقدم أحد من صُنّاع القرار خطوة واحدة ليقول بشكل حازم: كفى، وأنه آن الأوان لوقف هذه المذبحة.
وبيّنت المنظمة أنه بتدمير المستشفى المعمداني وخروجه عن الخدمة، يصبح عدد المشافي التي دمرها الاحتلال في قطاع غزة 36 مستشفى، في سابقة لم تحدث في أي حرب في العصر الحديث، ويُعبّر ذلك عن أن قادة الاحتلال لا يكترثون للأصوات الناعمة التي تدعو إلى حماية المشافي والأعيان المدنية، ويؤكد الحاجة الملحة إلى صحوة ضمير المجتمع الدولي لإعادة الاعتبار لقواعد القانون الدولي، لإنقاذ ما تبقى من قطاع غزة.
وشددت المنظمة على أن حالة الإفلات من العقاب، وعدم القيام بأي خطوات عملية لردع حكومة الاحتلال، وإصرار بعض الدول العربية بقيادة الإمارات العربية المتحدة على تمتين التطبيع مع حكومة الاحتلال والتعامل معها بشكل طبيعي، وكأنها حكومة تحترم ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، أعطى الضوء الأخضر لها للاستمرار في نهج الإبادة الذي بدأته منذ السابع من أكتوبر 2023.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تصحيح المسار الذي يسلكه في التعامل مع الاحتلال، باتخاذ خطوة ليس أقلها طرده من كافة مؤسسات الأمم المتحدة، والعمل بشكل جاد على وقف الإبادة، فالثمن الذي يدفعه المدنيون يوميًا وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء، ولا يمكن تحمله.
كما دعت المنظمة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التحرك والعمل بقوة لردع حكومة الاحتلال، واتخاذ خطوات عملية لإغاثة السكان، بتسيير قوافل إغاثة تكسر الحصار المفروض على القطاع. كما دعت المنظمة إلى تجريم الدول الأعضاء التي تصر على العلاقات التطبيعية مع الاحتلال، وإسقاط عضويتها.