على السلطات العراقية فتح تحقيقات جادة في الجرائم التي ارتكبتها قوات الأمن بحق المتظاهرين ومحاسبة مرتكبيها
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن قوات الأمن العراقية استخدمت القوة المميتة مع المظاهرات الاحتجاجية التي خرجت الثلاثاء 1/10/2019 في أماكن متفرقة في العراق ومازالت مستمرة حتى الآن، حيث استخدمت قوات مكافحة الشغب الرصاص الحي، الغازات المسيل للدموع، القنابل الصوتية والهراوات.
كما قامت قوات الأمن مدعومة بعناصر بزي أسود يعتقد أنها تابعه لمليشيات طائفية باعتقال المئات من المتظاهرين والاعتداء عليهم بالضرب والتحقيق معهم وتوجيه تهم خطيرة لهم من قبيل التجسس والتخريب في غياب المحامي وعدم معرفة مكان اعتقالهم.
وبحسب مصادر طبية فإن تلك الاعتداءات أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص متأثرين بجروهم التي أصيبوا بها أثناء مشاركتهم في المظاهرات، وإصابة ما لا يقل عن 700 شخص بإصابات متوسطة وخطيرة بينهم قُصّر.
المظاهرات العفوية الواسعة اندلعت إثر دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من قبل نشطاء احتجاجاً على أداء الحكومة الحالية، ويطالب المتظاهرون بعدة مطالب أبرزها حل مجالس المحافظات ومحاسبة المسؤولين الفاسدين.
إن البيان الذي أصدرته الحكومة العراقية في منتصف الليل ويخون ويتوعد المتظاهرين ويفرض حظر التجوال في بغداد يعتبر إجراءً قمعيا آخر يهدف إلى تكميم الأفواه ويزيد من حالة الاحتقان التي تضر بالسلم والأمن المجتمعي.
إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تؤكد على حق الشعب العراقي في الخروج والتظاهر بصورة سلمية للتعبير عن رأيه ومطالبه، وتشدد أن التظاهر السلمي حق مكفول للجميع ولا يجب سلبه من المواطنين بذريعة الحفاظ على الأمن والاستقرار.
كما تؤكد المنظمة على أن استخدام قوات الأمن العراقية القوة المميتة ضد متظاهرين سلميين، بهدف سحق المظاهرات، هو انتهاك جسيم يناقض التزامات العراق الدولية، خاصة وأن الحكومة العراقية توفر لمرتكبي تلك الجرائم الإفلات التام من العقاب.
وتطالب المنظمة السلطات العراقية فتح تحقيقات جادة في الجرائم التي ارتكبتها قوات الأمن بحق المتظاهرين، ومحاسبة مرتكبيها، وضمان الانتصاف القانوني للضحايا، وشددت المنظمة على احترام حرية الرأي والتعبير وإنفاذ القانون الدولي في التعامل مع المتظاهرين.