اعتقال وإبعاد رجال دين و مسؤولين عن الأقصى مؤشر خطير على نوايا الإحتلال المبيته
أنظمة عربية تعمل وبالتنسيق مع الإحتلال لتصفية القضية الفلسطينية
على المملكة الأردنية نقل ملف الأقصى إلى المحكمة الجنائية الدولية
لقد أثبت المقدسيون قدرة فائقة وملهمه بالدفاع عن المسجد الأقصى باعتباره مكانما مقدسا وباعتباره أيضا إرثا تاريخيا يجب الحفاظ عليها والدفاع عنه في مواجهة مخططات حكومة الإحتلال وجماعات الهيكل في حين وقفت الدول والهيئات وعلى رأسها اليونسكو مكتوفة الأيدي لا تلوي على فعل شيء.
حتى اللحظة نجح المقدسيون لوحدهم وبإمكانياتهم المتواضعه إفشال كافة المخططات التي تستهدف تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا وكانت هبة باب الأسباط في يوليو/تموز 2017 التي كسر خلالها المقدسيون قرار الإحتلال بنصب بوابات إلكترونية على باب المسجد الأقصى محطة تاريخية فاصلة في جهود المقدسيين من أجل حماية الأقصى.
لم يتوقف الإحتلال عن إجراءاته التعسفية ليفرض مظاهر سيادته الزائفة على المسجد الأقصى عبر سياسة إبعاد المصلين أو السماح للإسرائيليين بدخول ساحات المسجد الأقصى من أجل الصلاة أو الحفر أسفل المسجد،وعندما تمادى الإحتلال أكثر بإجراءات إضافية للتأكيد على إغلاق مصلى باب الرحمة المغلق منذ عام 2003 هب المقدسيون مره أخرى بتاريخ 22/02/2019 واقتحمت الجموع باب الرحمة في مشهد إنساني مهيب يؤكد على الحق المطلق في الأقصى وأن لا سيادة للإحتلال عليه.
ويدفع المقدسيون مرة أخرى ثمن مواجهتهم لقرارات الإحتلال حيث قامت قوات الإحتلال وعبر إجراءات انتقامية في محاولة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه عام 2003 باعتقال وإبعاد رموز دينية ومسؤولين في الأوقاف وحراس في المسجد الأقصى ومئات المقدسيين ممن شاركوا في فتح مصلى باب الرحمة .
وفي محاولة يائسة لتهدئة الأوضاع وزعت المخابرات الإسرائيلية رساله على هواتف المقدسيين نصت على “ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فالمسجد الأقصى كما تعلمون هو ثالث الحرمين وكما قال الرسول تشد الرحال لثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا فشد الرحال للعبادة وليس لإثارة الفتن الفتنة أكبر من القتل البقرة آية 217 ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ونحن على أبواب شهر الخير والبركة وبإذن الله ستحلّ كل العقبات وسيكون هناك تسهيلات خلال هذا الشهر الفضيل نحن نعمل كل جهدنا لحل كل المشاكل بطريقة حضارية ودون أي عنف ونحافظ معًا على قدسية هذه الأماكن المقدسة فليكن شعارنا احترام الأديان واحترام متبادل من كل الأطراف”.
عزيمة المقدسيين وإصراراهم ويقينهم بحقهم الديني والتاريخي في القدس والمسجد الأقصى لم تغيرها مثل هذه الرسائل فإذا كان من فتنة وقتال فجنود الإحتلال هم من يعتدون على المصلين ويقتحمون المسجد مدججين بالأسلحة ويطلقون النار على المصلين فأحداث عديده تشهد على مئات الضحايا الذين سقطوا نتيجة محاولة الإحتلال الهيمنة على المسجد الأقصى.
لقد ثبت بالدليل أن قمع الإحتلال للمقدسيين لن يثنيهم عن الإستمرار في الدفاع عن الأقصى حتى لو تخلى عنهم كل العالم وهذه رسالة مهمه لصناع القرار في العالم بأن يتحركوا وينفذوا القرارات الدولية الخاصة بالقدس والمسجد الأقصى التي تعتبر أن مدينة القدس محتلة وان كل الإجراءات التي قامت بها حكومة الإحتلال في المدينة باطلة.
حكومة الإحتلال مدفوعة بمنظمات الهيكل تدفع باتجاه اشعال حرب دينية في المنطقة في ظل سكوت المجتمع الدولي وسعي بعض الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل على حساب الحقوق المشروعة للفلسطينيين.
إن بعض الأنظمة العربية التي باتت تنصاب العداء للفلسطينيين وتخطب ود الإسرائيليين جهارا نهارا شجع قوات الإحتلال الإسرائيلي على التمادي أكثر في الإجراءات القمعية ضد الفلسطينيين وقد آن الأوان لقوى المجتمع المدني في الوطن العربي لرفع الصوت عاليا لتجريم هذه الأنظمة التي تحاول تصفية القضية الفلسطينية خدمة لإجندات تخدم استمرار هذه الأنظمة القمعية.
إن واجب المملكة الأردنية الهاشمية باعتبارها وصية على المقدسات و إزاء هذا الوضع الخطير يحتم عليها التحرك على كافة المستويات الدولية ومنها تقديم ملف إلى المحكمة الجنائية الدولية يتضمن كافة الجرائم التي ترتكبها حكومة الإحتلال باعتبار أن هذه الإجراءات ومنها الحفريات تهدد وجود المسجد الأقصى.
على كافة القوى المدنية في الوطن العربي وفي هذه الظروف العصيبة تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لدعم صمود المقدسيين لمواجهة الهجمة الشرسة التي تشنها قوات الإحتلال ومنظمات الهيكل على المسجد الأقصى فمن غير المقبول تركهم لوحدهم في مواجهة قوة إحتلال غاشمة.