تتواصل التصريحات الأممية المحذرة من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، دون أن تشكل أي رادع للاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل حرب الإبادة على القطاع لليوم الـ83 على التوالي.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، إن “كارثة صحية عامة قيد التكوين في غزة”.
وأضاف في تدوينة عبر منصة “إكس” أن “المستشفيات في غزة بالكاد تعمل، والأمراض المعدية تنتشر بسرعة في الملاجئ المكتظة”، لافتا إلى أن مئات المصابين بسبب الحرب لا يستطيعون تلقي العلاج.
وفي السياق ذاته؛ قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، خليل الدقران، إن “الوضع داخل المستشفى كارثي جداً”.
وأضاف في تصريحات إعلامية، أن “الوضع داخل المستشفى كارثي جداً، وأعداد المصابين كبيرة داخل المستشفى، وتفوق عدد الأسرة بـ5 أضعاف”، لافتا إلى أن “المستشفى يفتقر للمستلزمات الطبية والأدوية والوقود”.
وأشار الدقران إلى أن “غالبية الإصابات التي تصل إلى مستشفى شهداء الأقصى هم من الأطفال والنساء والشيوخ”.
وتابع: “نحن في داخل قسم الطوارئ نستقبل الإصابات من سيارات الإسعاف على ألواح من خشب، وتتم معالجة المصابين على الأرض بسبب عدم وجود أسرة كافية في قسم الطوارئ”.
وعادة ما يتم استخدام نقالة مصنوعة من الألمنيوم والمطاط المدعم بالإسفنج لنقل الجرحى وذلك لسهولة النقل ومنع أي تدهور في الحالة الصحية للمصاب جراء حمله أو نقله بطريقة خاطئة، ولكن أعداد هذه النقالات قليل ولا تكفي للأعداد الكبيرة من الجرحى التي تصل كل ساعة للمستشفيات جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.
وقال الدقران إن “هناك اكتظاظا داخل المستشفى، ونقصا حادا بالمستلزمات الطبية، وخاصة في أقسام العمليات، ما يتسبب بتأخير العمليات خاصة المتعلقة بالأطراف العلوية والسفلية”.
وأضاف أن معظم الإصابات التي تصل مستشفى شهداء الأقصى هي إصابات خطيرة في الرأس والصدر والبطن وفي الأطراف، إلى جانب وجود بعض الإصابات المتعددة في جسد المصاب، ما يتطلب وجود 4 أو 5 جراحين لمعالجة المصاب.
وناشد الدقران دول العالم والدول العربية والإسلامية بضرورة التدخل العاجل وإرسال المساعدات الطبية والغذائية والأدوية والوقود إلى قطاع غزة ومستشفياته، وإرسال الطواقم والوفود الطبية لمساندة كوادر مشافي القطاع، مطالبا بفتح معبر رفح بشكل كامل أمام الجرحى لتحويل جميع الحالات الخطيرة لتلقي العلاج في الخارج.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وخلّفت أوضاعا إنسانية وصحية كارثية، جراء القصف المتواصل ومنع إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.