رفض التعريف الدولي لـ”معاداة السامية”
رفض مجلس إدارة كلية لندن الجامعية تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) لـ”معاداة السامية” وذلك بعد تبني الجامعة له.
ودعا المجلس الأكاديمي في كلية لندن الجامعية، الجامعة إلى التراجع واستبدال تعريف “التحالف الدولي” العملي بتعريف أكثر دقة لمعاداة السامية.
ويأتي ذلك بعد تقرير نشر في ديسمبر/كانون الأول الماضي، من قبل مجموعة عمل من الأكاديميين في كلية لندن الجامعية؛ حذر من أن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست يخلط التحيز ضد اليهود مع الجدل السياسي حول “إسرائيل” وفلسطين.
وأكد التقرير أن التعريف قد يكون له “آثار ضارة على حرية التعبير، مثل إثارة ثقافة الخوف أو إسكات الذات عن التدريس أو البحث أو مناقشة الفصل حول الموضوعات المثيرة للجدل”.
وتعرضت جامعة أوكسفورد البريطانية مؤخراً لضغوط من قبل منظمات يهودية لإلغاء استضافة صانع أفلام بريطاني بسبب موقفه من “إسرائيل”.
وكانت الحكومة البريطانية قد هددت الجامعات بفرض عقوبات عليها، بما في ذلك تقليص الدعم المالي، ما لم تعتمد التعريف الجديد لمعاداة السامية، والذي يجعل من معاداة الصهيونية أو انتقاد “إسرائيل” مساويا لمعاداة اليهود.
وهدد وزير التعليم البريطاني غافن ويليامسون رؤساء الجامعات بأنه إذا فشلت غالبية الجامعات في اعتماد التعريف الذي أقره التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، بحلول ديسمبر/كانون الأول القادم؛ فإنه سيتخذ إجراءات عقابية، ملمحاً إلى إمكانية خفض التمويل.
وتنتقد هيئات حقوقية حقوق الإنسان تعريف “التحالف الدولي” لـ”معاداة السامية” قائلة إنه يخلط بين معاداة السامية وبين جميع أشكال معاداة الصهيونية، بما في ذلك حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات لدعم حرية وحقوق الإنسان الفلسطيني.
ومن بين الأمثلة المثيرة للجدل التي يوردها التعريف؛ المطالبة بمنع أي شخص من تطبيق “معايير مزدوجة” تجاه “إسرائيل” من خلال “مطالبتها بسلوك غير متوقع أو مطلوب من أي دولة ديمقراطية أخرى”.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قد أدانت سعي ويليامسون لتسييس العملية التعليمية بالضغط على الجامعات من أجل تبني التعريف الجديد لمعاداة السامية، وقالت إن ذلك يمنح “فرصة أكبر لقوات الاحتلال واللوبي التابع لها للتنكيل بمعارضي سياساته والتضييق عليهم”.
وحذرت المنظمة في بيان من اعتماد التعريف الجديد لمعاداة السامية، مؤكدة أن “الجامعات ستتحول بعد ذلك إلى سجن مفتوح، حيث ستمنح إدارات الجامعات صلاحيات واسعة تهدد مستقبل الطلاب التعليمي في حال قرر أحدهم تسليط الضوء على جرائم إسرائيل المستمرة وتناولها بصورة أكاديمية، في خنق واضح لحرية الرأي والتعبير التي تكفلها القوانين الدولية والمحلية”.
ودعت المنظمة الجامعات البريطانية إلى عدم الرضوخ لضغوط ويليامسون، والحفاظ على استقلاليتها، كما دعتها إلى التمسك بالتزامها القانوني والأخلاقي فيما يتعلق بحماية حرية التعبير كونها من المؤسسات المهمة التي تشكل فيها الحريات انعكاس لما يتبناه المجتمع من منظومة قيمية وأخلاقية.