تلقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا شكاوى من بعض سكان القدس ومصلين يرتادون المسجد الأقصى مفادها بأن عدد كبير من الأجانب مع فرق موسيقية قاموا بإقامة حفلات موسيقية صاخبة في محيط المسجد الأقصى ،كما قام هؤلاء بزيارة لساحات المسجد الأقصى بشكل استفزازي ،لدى التحقيق في الشكاوى تبين أن من يقف وراء هذه الحفلات والزيارات مؤسسة إعلامية مسيحية صهيونية مقرها الولايات المتحدة الأمريكية وكنيسة صهيونية مقرها سنغافورة
يقومان بشكل دوري بتنظيم رحلات دينية إلى فلسطين المحتلة وعلى وجه الخصوص مدينة القدس.
على أعتاب ما يسمى جبل الهيكل :
ليس من قبيل الصدفة أن تقام الحفلات الصاخبة في محيط المسجد الأقصى على أعتاب ما يسمى جبل الهيكل وفق تسمية المنظمين بالتزامن مع نشر مقاطع من الفلم المسيء للرسول الكريم، فمن الولايات المتحدة الإمريكية إلى مدينة القدس المحتلة استغل المتطرفون شهر أيلول وما يحمله من أحداث قبل ما يقارب العشر سنوات لتدنيس المقدسات والإعتداء على رمز عظيم دون مرعاة لمشاعر ملايين العرب والمسلمين في العالم وما نالهم من قتل وتدمير و ظلم نتيجة هذه الأحداث،لقد لفتت جريمة التعرض لسمعة الرسول الكريم الأنظار عما يجري في مدينة القدس من أنشطة صهيونية مسيحية تنصب في إطار الجهود المركزة لإقامة ما يسىمى الهيكل.
قامت الكنيسة المسماة بـ”كنيسة النشأ الجديد”New Creation Church ” ومقرها سنغافورة بالتعاون مع شبكة الثالوث للبث التلفزيوني “ITBN” وهي من أكبر الشبكات الإعلامية الأمريكية المتخصصة بالبث الديني ولها قنوات باللغة العربية والفارسية ولغات أخرى بتنظيم رحلة إلى فلسطين المحتلة تمتد الى عشرة أيام ابتداءاً من 4-13/09/2012 استهدفت الرحلة بشكل رئيس مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى حيث أقيمت برامج متعدده كان أخطرها حفل غنائي صاخب قرب المسجد الأقصى خلف المحراب والمصلى المرواني في منطقة القصور الأموية،كما أقيم حفل آخر على جبل الزيتون .
انطلقت الحفلات تحت عنوان “Praise the Lord” أي مجدوا المسيح قبيل بدء الحفلة سأل مقدما البرنامج ماثيو كروش و زوجته لوري الجمهور من من روسيا أو إيرلندا؟ لم يرفع أحد يده لكن عندما سأل من من الولايات المتحدة وسنغافورة تعالت الأصوات بالإيجاب مما يشير أن الغالبية العظمى من هذه البلاد إضافة إلى زوار من جنوب إفريقيا.
امتدت الحفلة الغنائية التي أقيمت خلف محراب المسجد الأقصى من غروب الشمس حتى ساعات متأخرة من الليل تخللتها الموسيقى الصاخبة والرقص في خطوة متعمدة للتشويش على المصلين في المسجد الأقصى حيث أفاد المصلون في تقرير لمؤسسة الأقصى والتراث أنهم لم يتمكنوا من التركيز في صلاتهم وشعروا بالحزن والأسى للحال الذي وصل إليه حال المسجد الأقصى حيث أصبح عرضة لهجمات متعددة الأشكال والأنواع دون أي رادع.
قبل بدء الحفل تقدم شخص من فرقة الكنيسة ونفخ في قرن عجل ثم تقدم كبير قساوسة “نيو كرييشن شيرش” جوسف برنس وأعطى محاضرة دينية زور فيها التاريخ مستغلا مشاعر أتباعه ومن جملة ما قاله عبارة عن مجموعة من الأسئلة وجهها إلى الجمهور من هي أقدس دولة في العالم؟ فأجاب إسرائيل وما هي أقدس مدينة في إسرائيل؟ فقال القدس، ثم قال ما هو أقدس مكان في المدينة؟ فقال جبل الهيكل حيث نقف هنا ،وماهو أقدس شيء تحت الهيكل؟ فأجاب “ذا آرك” أي التابوت!!