يهدد فيروس كورونا المعتقلين في سجن كوبر بالسودان، وتزداد رقعة انتشاره شيئاً فشيئاً في ظل تراخي السلطات باتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
وكان آخر المعتقلين من شخصيات النظام السابق المصابين بالفيروس في سجن كوبر؛ الفريق محمد عبدالله النو، واللواء الطيب إبراهيم محمد خير الشهير بـ”طيب سيخة”، حيث كشفت المحكمة الخاصة مؤخراً عن إحالتهما إلى مستشفى الأمل لإصابتهما بالفيروس.
وتجري محاكمة الطيب سيخة والنو، بجانب الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، و25 آخرين من قيادات النظام السابق في قضية اتهامهم بتدبير انقلاب عام 1989، حيث يتعرضون لانتهاكات متعددة، وإهمال طبي متعمد.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قد أكدت أن معتقلي حزب المؤتمر الشعبي السوداني المحتجزين في سجن كوبر بالعاصمة يعانون من اضطهاد واضح؛ يتمثل في سوء المعاملة، والتعنت في توفير الرعاية الطبية اللازمة للمرضى منهم، بالإضافة إلى خضوعهم لمحاكمة جائرة تتنافى ومبادئ الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية 2019.
وأضافت المنظمة في بيان، أن عدداً من معتقلي المؤتمر الشعبي” قد جاوز الثمانين من عمره، “ومن الإنسانية ألا يستمر احتجازه، وخاصة إذا كانت حالته الصحية تستدعي الإفراج الفوري عنه”.
وأكدت أن ما يتعرض له عدد من معتقلي حزب “المؤتمر الشعبي” على أيدي الحكومة الحالية من الناحيتين القانونية والحقوقية “هو تجسيد واضح لاستبداد السلطة الانتقالية، وتأكيد على سوء نيتها فيما يتعلق بالحفاظ على مقدرات الثورة وترسيخ الديمقراطية وإرساء دولة القانون، حيث إنه من غير المقبول أن يُعامل الانتماء السابق إلى أي حزب سياسي، أو حمل أي أفكار سياسية معاملة الفعل الجنائي المجرَّم”.
وطالبت المنظمة السلطات القضائية بالالتزام بواجبها في تحقيق العدالة والتخلي عن أي مظهر من مظاهر الانحياز وعدم الانقياد وراء رغبات السلطات الحالية التي تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ الحكم العسكري وإدارة البلاد باستحداث أنظمة قمعية وديكتاتورية تحت مسمى حماية الثورة.