يتجلى الصراع المسلح في السودان بشكل مؤلم عبر حوادث مأساوية؛ تتسبب في خسائر بشرية جسيمة، وتأثيرات كبيرة على المدنيين الأبرياء.
ووفق إعلان جديد لمنظمة الهجرة الدولية؛ فإن أكثر من 60 ألف سوداني لجأوا إلى الدول المجاورة خلال الأسبوع الماضي، على خلفية الصراع بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.
جاء ذلك في التقريرالـ17 للمنظمة حول تحديث الحالة الإنسانية بالسودان، والذي تصدره المنظمة بشكل أسبوعي منذ بداية الحرب بالسودان في 15 أبريل/نيسان الماضي.
وأوضحت المنظمة أن عدد النازحين حديثا داخليا في جميع أنحاء السودان بلغ 3 ملايين و282 ألفا و303 أشخاص، فيما عبر الحدود إلى دول الجوار، ما يقارب 986 ألفا و451 شخص.
وكان آخر تعداد لحصيلة اللاجئين السودانيين جراء الصراع، أصدرته المنظمة في الثاني من أغسطس/آب الجاري، وبلغ ما يزيد عن 926 ألف شخص.
وبينت المنظمة أن غالبية اللاجئين السودانيين توجهوا إلى “مصر ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان واثيوبيا”.
وبشكل عام؛ أجبر الصراع بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”، أكثر من 4.2 ملايين شخص على النزوح واللجوء منذ اندلاع الاشتباكات، بحسب التقرير.
وأضاف التقرير أن غالبية النازحين من ولاية الخرطوم بنسبة 71.24 بالمئة، تليها شمال دارفور بنسبة 8.54 بالمئة، ثم جنوب دارفور بنسبة 7.52 بالمئة (غرب).
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان يخوض الجيش و”الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويشكل القتل والهجمات التي تستهدف المدنيين والمستشفيات، انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني، حيث يجب أن يكون المدنيون والمستشفيات في مأمن خلال النزاعات، ويحظر بشدة استهدافهم بأي طريقة.
وتعتبر هذه الانتهاكات الجسيمة مؤشرًا على انعدام الالتزام بالمعايير القانونية والأخلاقية الدولية، وتستدعي تدخلًا عاجلاً وفعالًا للمجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، وضمان تقديم المسؤولين عنها للعدالة.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قد دعت مؤخراً، الأطراف المتصارعة في السودان، إلى وقف المعارك الدائرة بصورة فورية، والسعي إلى حل سلمي عبر حوار وطني شامل.
كما دعت المنظمة مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية، والدعوة إلى وقف إطلاق النار لإنقاذ أرواح الأبرياء المعرضة للخطر.