اغتال الاحتلال الإسرائيلي مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف وخمسة صحفيين آخرين، مساء الأحد، بعد قصف مباشر استهدف خيمة مخصصة للصحفيين بمحيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن القصف تم “مع سبق الإصرار والترصد” واستهدف تجمع الصحفيين بشكل متعمد، ما أدى إلى مقتل الصحفيين الستة وإصابة آخرين.
والصحفيون القتلى إلى جانب الشريف هم: محمد قريقع، وإبراهيم ظاهر، ومؤمن عليوة، ومحمد نوفل، ومحمد الخالدي الذي أعلن عن وفاته اليوم الاثنين متأثرا بجراحه.
وأوضح المكتب الإعلامي أن الهجوم وقع بعد يومين فقط من إعلان حكومة نتنياهو خطة لاحتلال كامل القطاع، معتبراً أن استهداف الإعلاميين “جريمة حرب مكتملة الأركان” تهدف إلى “إسكات الحقيقة وطمس معالم جرائم الإبادة الجماعية”.
ومنذ بدء العدوان في 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، يتعرض الصحفيون والمؤسسات الإعلامية في غزة لاستهداف متكرر ومقصود، ما يعكس سياسة واضحة لإخفاء الشهادات الحية ومنع توثيق الجرائم.
وتدخل هذه الممارسات حين تتم بشكل منظم، في تعريف الجرائم ضد الإنسانية، وتشكل أحد عناصر جريمة الإبادة الجماعية وفق القانون الدولي، حيث يُستهدف شهود الجرائم أنفسهم.
ويحظر القانون الدولي الإنساني استهداف الصحفيين أو أماكن عملهم أثناء النزاعات المسلحة، ويعتبر ذلك جريمة حرب. وفي غزة؛ تظهر المؤشرات أن عمليات القتل بحق الإعلاميين ليست عرضية، بل تجري في سياق خطة ممنهجة لطمس الأدلة على عمليات القتل الجماعي والحصار والتجويع، وهي أفعال ترقى إلى الإبادة الجماعية.
ويعكس استمرار استهداف الصحفيين إفلات الاحتلال من المحاسبة، ويفرض ضرورة تحرك دولي عاجل لضمان حمايتهم ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة، بما يحفظ الحق في نقل الحقيقة ويمنع استمرار التعتيم على ما يجري في غزة.
وتجدر الإشارة إلى أن حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 أسفرت عن مقتل 61,258 فلسطينياً وإصابة 152,045 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9,000 مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 2,017 شخصاً بينهم 100 طفل، وفق بيانات فلسطينية رسمية.