حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” من تعرض مئات الآلاف من الأطفال للخطر جراء تصاعد القتال في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، شمال إقليم دارفور السوداني، في انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان الأساسية.
وقالت “يونيسف” في بيان مقتضب عبر منصة “إكس”: “يتعرض مئات آلاف الأطفال للخطر مع تصاعد القتال في الفاشر ومخيم زمزم وما حولهما في ولاية شمال دارفور”.
وتصاعدت الهجمات على الفاشر ومخيم زمزم، حيث يواجه المدنيون في المخيم خطر القصف والجوع نتيجة الحصار المفروض على المنطقة، فيما يتدهور الوضع الإنساني في المخيم بشكل متسارع، في ظل انعدام الغذاء والدواء، ما يشكل خرقاً للقوانين الدولية التي تكفل حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.
ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم التحذيرات الدولية من تحول المدينة إلى ساحة معارك، ما يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين ويعيق عمليات الإغاثة الإنسانية.
ويعيش السودان على وقع حرب دامية منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، بين الفرقاء العسكريين، خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدر بحث أجرته جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.
وقد ترقى الانتهاكات المستمرة ضد النازحين، لا سيما في دارفور، إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ما يستوجب فتح تحقيقات دولية مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وفقًا لما تنص عليه مواثيق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف.
ومع استمرار الصمت الدولي والتردد في اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المدنيين، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في دارفور، مما يعيد إلى الأذهان الجرائم التي شهدها الإقليم في العقدين الماضيين، والتي لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم.