اقتحم عشرات المستوطنين بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك.
وبينت محافظة القدس أن 693 مستوطناً اقتحموا باحات الأقصى، تحت حماية مشددة من عناصر شرطة الاحتلال، وأدوا طقوسا تلمودية أمام قبة الصخرة.
ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات متزايدة من قبل المستوطنين منذ بدء حرب الإبادة، ما يشكل تصعيدا خطيرا وانتهاكا لحرمة المسجد.
وتشكل الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى انتهاكاً صارخاً لحرية العبادة المكفولة في المواثيق الدولية، وعلى رأسها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي ينص على حق كل إنسان في حرية الفكر والوجدان والدين، بما يشمل حرية ممارسة الشعائر في أماكن العبادة دون ترهيب أو تدخل قسري.
كما أن هذه الممارسات تمثل اعتداءً مباشراً على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، والذي أكدت عليه قرارات الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو باعتبار المسجد الأقصى تراثاً إسلامياً خالصاً لا يقبل التغيير أو التهويد.
وتعكس حماية شرطة الاحتلال للمقتحمين سياسة رسمية تهدف إلى فرض أمر واقع جديد في الأقصى، وهو ما يتعارض مع اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة (1954)، التي تلزم القوة القائمة بالاحتلال بعدم المساس بالمقدسات الدينية أو تغيير طابعها.
إن تكرار هذه الاقتحامات تحت حماية رسمية يشكل استفزازاً لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين حول العالم، ويهدد بتأجيج الأوضاع في القدس والضفة الغربية. كما أن تجاهل المجتمع الدولي لهذه الانتهاكات المتواصلة يفتح المجال أمام الاحتلال للاستمرار في سياسة التهويد وتقويض الحقوق الدينية والثقافية للشعب الفلسطيني.