اقتحم مستوطنون، الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت محافظة القدس إن 920 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحماية قوات الاحتلال.
ومنذ تولي بن غفير منصبه أواخر عام 2022، نفّذ اقتحامات متكرر للمسجد الأقصى، في إطار سياسة ممنهجة لتكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، ما يُعد انتهاكاً صارخاً للوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم الشريف الذي تعترف به المواثيق الدولية باعتباره مكاناً خالصاً للمسلمين.
وتمثل هذه الاقتحامات المتكررة للأقصى انتهاكاً فاضحاً لحرية العبادة، وخرقاً لاتفاقيات جنيف الرابعة التي تُلزم قوة الاحتلال باحترام الأماكن الدينية في الأراضي المحتلة، كما تُعدّ جزءاً من سياسة التمييز الديني التي ترسخها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في القدس.
وينذر استمرار الاعتداءات على الأقصى بتصعيد خطير، إذ يُقابل بسياسة ممنهجة لتقييد الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة، وفرض واقع استيطاني يهدف إلى طمس الهوية العربية والإسلامية للقدس وتحويلها إلى مدينة خاضعة بالكامل للسيطرة الإسرائيلية.
وفي ظل الغياب المستمر لموقف دولي حازم؛ تتواصل انتهاكات الاحتلال في القدس دون رادع فعلي، ما يعكس فشل المنظومة الدولية في تطبيق مبادئ العدالة والمساءلة المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني، ويُسهم عملياً في تشجيع الاحتلال على المضيّ قدماً بسياسات التهويد وطمس الهوية الدينية والتاريخية للمدينة المقدسة.

























