ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في عدوانه المتواصل على مدينة جنين ومخيمها منذ فجر اليوم الإثنين، خلفت ثمانية قتلى فلسطينيين، و50 مصاباً، 10 منهم جراحهم خطيرة.
والقتلى هم: سميح فراس أبو الوفا (21 عاما)، وأوس هاني حنون (19 عاما)، وحسام أبو ذيبة (18 عاما)، ونور الدين حسام مرشود (16 عاما)، ومحمد مهند شامي (23 عاما)، وأحمد العامر (21 عاما)، وعلي هاني الغول (17 عاما)، ومجدي عرعراوي (17 عاما).
وكانت قوات الاحتلال قد بدأت عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، بقصف منزل وسط المخيم، ما أسفر عن مقتل الشاب أبو الوفا وإصابة آخرين بجروح مختلفة. كما قصفت طائرات الاحتلال بالصواريخ عدة مواقع داخل المخيم وعلى أطرافه.
وفي أعقاب عملية القصف؛ اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة، مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة عليه، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.
ومنعت قوات الاحتلال التي تحاصر المخيم من مختلف الجهات، مركبات الإسعاف من دخوله لنقل المصابين لتلقي العلاج، كما تعمدت جرافاتها إلحاق أضرار جسيمة بممتلكات المواطنين، وتدمير العديد من المركبات، وتجريف طرق رئيسة مؤدية إلى المخيم، وأخرى فرعية في محيطه، الأمر الذي أعاق وصول مركبات الإسعاف إلى بعض المنازل لإخلاء المصابين.
واستهدفت طائرة مسيّرة بصاروخ محيط مسرح الحرية في مخيم جنين، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد من المدنيين العُزل بجروح. وأفادت مصادر طبية في الهلال الأحمر الفلسطيني، بأنه جرى إخلاء عائلة كاملة عقب استهداف منزل في محيط مسرح الحرية، وإصابة أحد أطفالها بشظايا.
كما جرفت قوات الاحتلال “تذكار الشهداء” بالقرب من مدخل المسرح، وسط انتشار كثيف للقناصة في محيطه، ومنع الأهالي من التحرك.
وقصفت قوات الاحتلال عمارة سكنية تعود للمواطن أبو إياد الصباغ في المخيم بصاروخين، وتم إخلاؤها من ساكينها بالكامل. وأفاد صاحب البناية التي تتكون من ثلاثة طوابق وتحتوي على ست شقق سكنية، أن القصف تسبب بتدمير الطابق الثالث بالكامل.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص صوب المواطنين أمام الطوارئ في مستشفى ابن سينا، واستخدمتهم مواطنين آخرين كدروع بشرية في منطقة طلعة الغُبَّز في مخيم جنين.
كما استهدفت قوات الاحتلال الطواقم الصحفية، وأطلقت النار على مراسل التلفزيون العربي عميد شحادة، والمصور ربيع منير، ما تسبب باحتراق الكاميرا وجهاز البث.
وأفاد شحادة بأن قوات الاحتلال استهدفته مع المصور منير بشكل مباشر، بأكثر من ست رصاصات أصابت الكاميرا وجهاز البث وأعطبتهما، مضيفا: “أخرجتنا طواقم الهلال الأحمر من مخيم جنين بمركبة إسعاف بعد استهدافنا بالرصاص الحي من قناصة جيش الاحتلال الإرهابي، ومحاصرتنا داخل منزل لأكثر من ساعتين”.
وما تزال سماء جنين ومخيمها تشهد تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال الإسرائيلي، سواء “الأباتشي” أو طائرات الاستطلاع.
وقُتل خلال الساعات القليلة الماضية 9 فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، بينهم شاب في البيرة، و8 في جنين ومخيمها، ما يرفع حصيلة القتلى منذ بداية العام الجاري إلى 188 قتيلاً.
وتستوجب عمليات العدوان والقتل التي تمارسها قوات الاحتلال، اتخاذ المنظمات الحقوقية والدولية إجراءات فعالة للحد من هذه الانتهاكات، وتقديم المسؤولين عن هذه الانتهاكات للعدالة، وتبني سياسات حماية للمدنيين المحتملين للخطر، وتقديم الدعم اللازم للعائلات المتأثرة بتلك الانتهاكات، ويتعين على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في تنفيذ تلك الإجراءات.