تنشط جرافات إسرائيلية في تجريف أرض واسعة كانت حتى وقت قريب جزءا من مطار القدس الدولي أو “مطار قلنديا” شمالي المدينة المحتلة، لتنفيذ مخطط استيطاني.
ووفق المخطط الإسرائيلي؛ فإنه سيتم بناء 10 آلاف وحدة استيطانية وفنادق ومرافق عامة على أنقاض المطار.
وحتى العام 1967 (سقوط الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي)، كان “مطار القدس الدولي” الميناء الجوي الوحيد في الضفة، قبل أن تضع سلطات الاحتلال يدها عليه وتحوّله مطارا لرحلات داخلية قليلة، إلى أن أغلقته نهائيا عام 2000.
وإضافة إلى مخطط إقامة المستوطنة الإسرائيلية؛ فإن سلطات الاحتلال تعمل على شق نفق ضخم أسفل الأرض، لربط المستوطنات بالقدس الشرقية ومحيطها مع أحد الشوارع الرئيسة المؤدية إلى “تل أبيب”.
وبعد مصادقة اللجنة المحلية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية القدس الإسرائيلية، الأربعاء، على المخطط؛ فإن من المقرر عرضه مطلع الشهر المقبل على “اللجنة اللوائية” (المحلية) التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية لإقراره بشكل نهائي.
وحال إقامتها، ستعزل المستوطنة عشرات آلاف الفلسطينيين من حَمَلَة الهوية المقدسية الذين يقيمون في أحياء عدة خلف الجدار، ويفصلهم عن المدينة حاجز قلنديا العسكري الإسرائيلي.
ويقيم هؤلاء في أبنية شاهقة من دون الحصول على خدمات من البلدية الإسرائيلية في القدس، على الرغم من دفعهم الضرائب الإسرائيلية.
وبموازاة هذه المستوطنة، تدفع “إسرائيل” باتجاه إقامة 1250 وحدة استيطانية في إطار مخطط مستوطنة “جفعات هاماتوس”، جنوبي القدس، ومخطط “إي واحد” بإقامة 3500 وحدة استيطانية شرق المدينة.
من جهة أخرى؛ كانت القناة الإسرائيلية السابعة، قد كشفت أمس الأول الخميس، أن “اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في مجلس مستوطنة كريات أربع في مدينة الخليل، وافقت على بناء 372 وحدة سكنية جديدة بالمستوطنة”.
وقالت القناة إن المجلس “وافق خلال العامين الماضيين على بناء أكثر من ألف وحدة سكنية إلى جانب مناطق تجارية وحرم جامعي، في مستوطنة كريات أربع”.
وأقيمت مستوطنة كريات أربع، عام 1968 على أراض من مدينة الخليل بالضفة الغربية، وتضم أكثر من 7510 مستوطنين، حسب دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية (حكومية) لعام 2021.
وكانت الأمم المتحدة قد أدانت بأغلبية ساحقة، مؤخراً، استمرار الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعية إلى وقفها على الفور.
وصوّت أعضاء اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار خاص بالمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والجولان السوري المحتل، وحصل القرار على أغلبية 143 صوتا، مقابل اعتراض سبع دول (من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل) وامتناع 16 دولة أخرى عن التصويت.
وأدان القرار “قيام إسرائيل ببناء وتوسيع المستوطنات في القدس الشرقية المحتلة وحولها، بما في ذلك ما تسميه الخطة هاء-1 الرامية إلى الربط بين مستوطناتها غير الشرعية حول القدس الشرقية المحتلة وزيادة عزلتها”.
وكان المحقق في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، مايكل لينك، قد صرح مؤخراً بأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تصل لمستوى جريمة حرب.
وطالب لينك الدول بأن توضح لـ”إسرائيل” أن “احتلالها غير المشروع” لا يمكن أن يستمر بلا ثمن، مضيفاً: “ما خلصت إليه أن المستوطنات الإسرائيلية تصل لمستوى جريمة حرب”.
وتابع: “أقول لكم إن هذه النتيجة تلزم المجتمع الدولي بأن يوضح لإسرائيل أن احتلالها غير المشروع وتحديها القانون الدولي والرأي الدولي لا يمكن أن يستمر بلا ثمن”.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية (مقرها لاهاي- هولندا) قد أعلنت في 3 مارس/آذار الماضي، فتح تحقيق رسمي بجرائم حرب محتملة في الأراضي الفلسطينية.