أصبحت مدينة غزة معزولة في الغالب عن وصول المساعدات الدولية، وسويت شوارعها بالأرض، وفق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولة الاتصالات بالأونروا لويز ووتردج، قولها إنه “بعد 9 أشهر من الحرب، أصبحت مدينة غزة واحدة من أكثر المدن حرمانًا في القطاع، ومعزولة في الغالب عن وصول المساعدات الدولية، وسويت شوارع بأكملها بالأرض بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية”.
وتعليقا على إصدار قوات الاحتلال أوامر إخلاء لمدينة غزة يأمر جميع سكانها بالفرار جنوبا؛ أوضحت ووتردج، أنه “مع اقتراب قافلة الأمم المتحدة من المدينة؛ شاهدنا بعض العائلات الفلسطينية تغادر سيراً على الأقدام، بحثاً عن ملجأ على ما يبدو في الجنوب”.
وأوضحت أن “أهالي مدينة غزة رفعوا أيديهم في الهواء أثناء سيرهم نحو نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية، فيما كان الطقس حارقًا، ولم يكن هناك سوى القليل من الظل”.
وفي معرض وصفها لوضع الأطفال النازحين مع أهاليهم من غزة؛ قالت ووتردج إنهم كانوا “في كثير من الأحيان يحملون أعلامًا بيضاء على عصي مصنوعة من أي قماش أبيض تمكنوا من العثور عليه”.
وأكدت أن “العائلات التي التقت بها هناك كانت تعيش في ظروف مزرية”.
ووصفت العديد من النساء، اللاتي تحدثت إليهن المسؤولة الأممية، ولاداتهم بأنها “مؤلمة” دون رعاية صحية، وتحدثت الفتيات عن عدم توفر المياه النظيفة أو أي منتجات صحية.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وأوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.
ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.