تواصل السلطات المصرية اعتقال الشاب عمر محمد علي منذ أكثر من ثماني سنوات، رغم تدهور حالته الصحية، وظروف السجن السيئة.
وقالت والدته أمل العدوي في منشور لها على موقع “فيسبوك”، إن حالة ابنها الصحية متدهورة، كما أنه لم يستطع الابتسامة في وجههم، وسألته عما إذا كان منتظما في أخذ دوائه، فأخبرها بأنه لن يأخذه مرة أخرى.
ونقلت رسالة عن ابنها قال فيها، إنه هيأ نفسه لخروجه من السجن على القبر مباشرة، مؤكدًا أن كل ما يتمناه حاليًا هو تحسين وضعه بالسجن.
وأضاف: “إحنا هنا عايشين في قبر الأحياء بنتمنى نروح قبر الأموات”.
وقالت سارة محمد علي، شقيقة عمر، إنه كشف لهم عن وصيته، مع إحساسه باقتراب وفاته داخل محبسه.
وفي منشور على موقع “فيسبوك” كتبت سارة: “وصلنا طلب من عمر بعمل الإجراءات القانونية لتوثيق وصيته قبل الموت، وطالب فيها بالتبرع بكل الصالح من أعضاء جسمه قبل دفنه، وطلب منا في حال بلغنا خبر موته – وهو ما يشعر أنه قريب جدًا – أن نرفض دفنه قبل إتمام الإجراءات”.
وتعكس حالة عمر واقعًا مؤلمًا للحقوق الإنسانية في مصر، حيث الاعتقال الطويل للمعبرين عن آرائهم، والتجديف في ظروف الحبس السيئة.
وتفضح وصية عمر ورغبته في تحسين وضعه السجني؛ حقيقة تلك الأوضاع المأساوية، وتجعل من المحتم على المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية؛ الضغط من أجل تحقيق إصلاحات حقيقية في نظام السجون والمعاملة الإنسانية للمعتقلين في مصر، والتوقف عن فبركة القضايا للبطش بمعارضي النظام.
يشار إلى أن سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، سامنتا باور، سبق وأن طالبت بالإفراج عن عمر، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد بعدما أدانته محكمة عسكرية بتهمة الانضمام لجماعات إرهابية، وهي تهمة مفبركة يوجهها النظام المصري ضد منتقديه، ليتسنى له محاكمتهم والتنكيل بهم.
واعتقل عمر في يونيو/حزيران 2015، رفقة خطيبته إسراء الطويل وصديقهما صهيب سعد، وذلك أثناء خروجهم لتناول العشاء في مطعم بالزمالك.