قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن حالات الوفاة داخل السجون المصرية بسبب الإهمال الطبي المتعمد في تزايد مستمر، وإذا لم يتم تدارك الأخر بتحسين ظروف المعتقلين وتوفير العناية الطبية اللازمة لهم وعلى وجه الخصوص للذين يعانون من أمراض مزمنة فإننا مقبلون على كارث.
وأوضحت المنظمة أنه خلال العام الجاري وحده، فقد 12 معتقلًا سياسيًا حياتهم بشكل مأساوي بسبب الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز القاسية التي يعاني منها المحتجزون في قضايا معارضة، مضيفة أن هذا الرقم يعكس تفاقم أزمة الرعاية الصحية داخل السجون في مصر ويسلط الضوء على التجاهل المتعمد للحقوق الإنسانية الأساسية للمعتقلين.
وذكرت المنظمة أن المتوفين خلال العام الجاري عرف منهم مدين إبراهيم محمد حسانين، سامح محمد أحمد منصور، ومحمد جمعة، رجب محمد أبو زيد، ورمضان يوسف عشري، ومحمد مصطفى بدوي، ومحمد السيد المرسي، وسعد محمود عبد الغني خضر، ومحمود الديداموني، وسامح طلبة.
وبينت المنظمة أن عدد الذين فقدوا حياتهم نتيجة ظروف الاحتجاز المروعة والحرمان من الرعاية الطبية منذ تولي النظام الحالي السلطة في 2014 بلغ 1020 حالة على الأقل، مشيرة أن العدد مرشح للزيادة بسبب تزايد حالات الاستغاثة التي ترد من المعتقلين وذويهم لإنقاذهم قبل فوات الأوان بعد تدهور الحالة الصحية لعدد كبير منهم، ورفض تطبيق قانون تنظيم السجون المصري بالإفراج الصحي عن المعتقلين السياسيين الذين وصلت حالتهم الصحية لمرحلة خطرة لا يمكن تداركها بالعلاج في مقار احتجازهم أو مستشفيات السجون.
وذكرت المنظمة أن ارتفاع عدد الوفيات يؤكد استهتار النظام بحياة المعارضين الذين يملؤون سجونه، وتجاهل التوصيات والمناشدات الحقوقية المتكررة من قبل المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني لتحسين الأوضاع، والتي تُقابل من النظام المصري بالتجاهل والإنكار أو اللامبالاة.
ولفتت المنظمة إلى أن سجن بدر يتصدر حاليًا قائمة السجون سيئة السمعة، مشيرة إلى الرسائل المسربة التي ترد باستمرار من المعتقلين بداخله يستغيثون بالعالم الخارجي لإنقاذهم من ظروف الاحتجاز التي حولت الزنازين إلى قبور للأحياء، خاصة مع افتقارها إلى أي نوع من الرعاية الطبية، وتعريض المعتقلين للتجويع، حرمانهم من التواصل مع ذويهم بشكل آدمي.
وأكدت المنظمة أن وفاة المعتقلين نتيجة الاهمال الطبي يرقى الى مستوى جريمة القتل العمدي اذ لم تتخذ السلطات ما يلزم من إجراءات للحفاظ على حياة الذين ألمت بهم أمراض نتيجة سوء الاحتجاز أو من هم مرضى بأمراض خطره منذ اعتقالهم وتفاقمت حالتهم نتيجة الاهمال الطبي.
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي وخاصة الدول التي تربطها علاقات مع النظام المصري بالتدخل العاجل لمعالجة أزمة المعتقلين في مصر، وإنقاذ حياة عشرات الآلاف من المعتقلين، واتخاذ خطوات فاعلة لضمان توفير الرعاية الطبية المناسبة لجميع السجناء