كشفت رسالة جديدة من سجن “بدر 3” شديد الحراسة في مصر، عن استمرار الأوضاع السيئة التي يعانيها أكثر من 500 معتقل فيه.
وأشارت الرسالة إلى تقدم المعتقلين بمذكرة جماعية لإدارة السجن يحتجون فيها على تردى الأوضاع في السجن، و”عدم تنفيذ أي من الوعود البراقة التي أقسم مسؤولو الداخلية على تنفيذها، وأولها فتح الزيارة بشكل طبيعي ولكل المعتقلين في السجن، وأن تكون الزيارة مثلها مثل باقي السجون الأخرى، وكذلك التريض والتشميس بالإضافة إلى خدمات السجن السيئة للغاية وملفات التعيين الميري وكافتيريا وكانتين السجن”.
وأكد المعتقلون في مذكرتهم الجماعية أن “استمرار الوضع على ما هو عليه سوف يؤدي لانفجار السجن الذي يعيش على صفيح ساخن خاصة بعد التعامل الخشن الذي تم مع قطاع 2”.
ووفق الرسالة؛ تم إيداع كل من الدكتور عبد الرحمن البر، وأسامة ياسين (وزير سابق)، وخالد الأزهري (وزير سابق)، وعمرو زكي وآخرين، في “زنازين التأديب”، وأعمار الواحد منهم تتجاوز الـ60.
ولفتت المعتقلون إلى أن الزيارة لم تزد مدتها على 20 دقيقة، موضحين أنها تتم من خلال حائل زجاجي وسماعة هاتف، ولا يسمح لهم بمصافحة ذويهم فضلًا عن الجلوس معهم كما هو الحال في باقي السجون.
وأضافوا أن الزيارة لا يسمح بها إلا مرة واحدة فقط كل شهرين، وهو ما يخالف لوائح السجون التي تنص على أن زيارة الحبس الاحتياطي تتم كل أسبوع ولمدة لا تقل عن 45 دقيقة، دون وجود حائل.
وحول الخدمات الصحية؛ أكدت رسالة المعتقلين أنها تعاني من كارثة حقيقية، نظرًا لغياب تخصصات (العظام والجراحة والباطنة والمخ والأعصاب والرمد والجلدية) بشكل كامل، مشيرة إلى أنه لا يوجد في السجن إلا طبيب قلب وآخر للمسالك البولية، وأنهما هما اللذان يقومان بالكشف على المرضى كلهم في الحالات جميعها، بالإضافة لعدم وجود أدوية بشكل دائم.
وأضاف المعتقلون: “أما المركز الطبي العالمي الذي قالت عنه الداخلية فإنه يعاني من إهمال ليس له مثيل، وكثير من العمليات التي أجراها المعتقلون فشلت وحدث بعدها مضاعفات خطيرة للمرضى الذين أجريت لهم هذه الجراحات، مما جعل الجميع يرفع شعار (الداخل للمركز مفقود والخارج منه مولود)”.
وكشفوا أن مصلحة السجون خدعت منظمات حقوق الإنسان التي أرادت زيارة منطقة سجون بدر فرتبت لهم زيارة لـ(بدر 2) الخاص بالمسجونين في قضايا جنائية، ورفضت قيامهم بزيارة (بدر 3) الذي يعاني معتقلوه من أزمة مستمرة لأكثر من سبعة شهور.
وحمّل المعتقلون ضابط الأمن الوطني المشرف على منطقة سجون بدر والعاشر من رمضان، والضابط المسؤول عن سجن بدر 3، المسؤولية كاملة “لعدم حلحلة الأوضاع نتيجة عنادهم المستمر وتعاليهم في التعامل مع المعتقلين والدعم غير المحدود الذي يتلقونه من وزارة الداخلية”.
تجدر الإشارة إلى أن العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ينص على أنه “ينبغي معاملة السجناء المحرومين من حريتهم بإنسانية، واحترام الكرامة الكامنة للشخصية الإنسانية”.