أطلق معتقلو الرأي في سجن برج العرب، غرب الإسكندرية (شمال مصر)، نداء استغاثة، طالبوا فيه بإنقاذهم من الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل السلطات المصرية.
وقالوا في رسالة وصلت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا: “نحن نعاني – رغم ظلمات السجون – ضيقاً في كل شيء، وتعنتاً في كل شيء، حيث يدخل السجين الإيراد – وهو أول مراحل السجن – فيدخل في غرفة مساحتها ثلاثة أمتار ونصف في ثمانية أمتار، فيها من العدد ما يتراوح بين 60 و80 سجيناً”.
ولفتوا إلى أن هؤلاء المعتقلين في هذه المساحة الضيقة لا يتمكنون من النوم، ولا الوقوف، مشيرين إلى تخصيص حمام واحد فقط لهذا العدد الكبير من السجناء، “الذين يمكثون الشهر والشهرين على هذا الحال، ولا مجيب لندائهم، ولا مغيث لشكواهم”.
وتابعت الرسالة: “منهم من قضى العام أو أكثر في هذا المكان، دون أن يرى الشمس، رغم أن المتعارف عليه في كل السجون مدة الإيراد من 10 إلى 15 يوماً ولا تزيد عن ذلك، وفي بعض السجون أقل من ذلك”.
وتطرقت إلى ما يسمى بـ”التأديب” وهو عقاب توقعه سلطات السجن على المعتقلين، دون أن يعرفوا سبب هذا العقاب، سوى أن هذه رغبة أحد المسؤولين في المعتقل.
وأوضحت الرسالة أن “التأديب” يكون بإدخال من ثلاثة إلى خمسة سجناء في غرفة مساحتها متر ونصف في مترين، حيث يُعطى كل واحد منهم رغيفاً يومياً، وقطعتا حلاوة وجبن، وزجاجة ماء واحدة، ولا يوجد حمام لقضاء الحاجة، وإنما يقضي المعتقل حاجته في دلو مخصص لذلك.
وأكدت أن المعتقلين المعاقبين في غرفة “التأديب” لا يجرؤون على سؤال “متى نخرج من هنا؟”، معللةً ذلك بأنه “ليس في سجن برج العرب قانون، فالقانون هنا للأقوى، ولك أن تتخيل كل أنواع التعذيب المادي والمعنوي في غرفة التأديب هذه”.
وبينت معتقلو الرأي في سجن “برج العرب” أنهم ممنوعون من التريّض والتهوية، ولا يرون الشمس، وطعامهم سيئ جداً وقليل جداً، حيث يقدَّم لـ20 معتقلاً طعاماً لا يكفي سوى لخمسة أشخاص.
وتابعوا: أما عن الزيارة؛ فهي كل شهر، ويدخل فرد واحد للسجين، وتمنعه إدارة السجن من إدخال طعام لأكثر من يوم واحد، بحيث يكون صنفاً واحداً، وأما الفاكهة فيُمنع إدخال أكثر من كيلوغرام واحد، بحيث تكون من صنف واحد أيضاً.
ولفتوا إلى أن السلطات تفرض أسعاراً مضاعفة على الأهل إذا رغبوا بشراء شيء من كافتيريا السجن، عدا عن سوء المعاملة التي يتعرض لها المعتقلون وأهاليهم أثناء الزيارة.