توفي الأستاذ الجامعي الدكتور عطا يوسف عبد اللطيف، أستاذ الفيزياء بكلية العلوم جامعة أسيوط، داخل محبسه بسجن بدر (3)، نتيجة تدهور حالته الصحية دون توفير الرعاية الطبية اللازمة، في واقعة تمثل انتهاكاً جسيماً للحق في الحياة والرعاية الصحية داخل أماكن الاحتجاز.
وكان الدكتور عطا يعاني من أمراض مزمنة خطيرة، بينها ارتفاع ضغط الدم واضطرابات بالقلب، ورغم الشكاوى المتكررة من تدهور حالته الصحية، لم تُتخذ الإجراءات الطبية العاجلة التي كانت ضرورية لإنقاذ حياته. ونُقل إلى المستشفى متأخراً، حيث فارق الحياة، ما يشير إلى إهمال طبي متعمد وإخلال واضح بواجب الدولة في حماية حياة المحتجزين.
وتمثل هذه الوفاة نموذجاً صارخاً لسياسات الحرمان من العلاج داخل السجون، حيث تتعرض حياة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة للخطر بسبب عدم توفير الرعاية الصحية الكافية، وإهمال الشكاوى المتكررة.
ويشكل هذا الإهمال خرقاً مباشراً للحقوق الأساسية للأشخاص في الاحتجاز، بما في ذلك الحق في الحياة والحق في الصحة، كما يُعد إخلالاً بالالتزامات القانونية الوطنية والدولية تجاه المحتجزين.
وتستوجب وفاة المعتقل فتح تحقيق عاجل وشفاف لتحديد المسؤوليات الفردية والمؤسسية عن التقصير والإهمال، وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات، وتطبيق قواعد المحاسبة القانونية بحق كل من تسبب في حرمان المحتجزين من الرعاية الطبية، بما يضمن حماية حياة المحتجزين وكرامتهم الإنسانية.
وتظل قضية الدكتور عطا مثالاً صارخاً على تداعيات الإهمال الطبي داخل السجون، وحاجة النظام إلى إصلاحات عاجلة تضمن احترام الحقوق الأساسية للمحتجزين، وتوقف السياسات التي تعرض حياتهم للخطر.



























