توفي المعتقل المصري إيهاب مسعود إبراهيم جحا (51 عاماً) داخل محبسه بسجن برج العرب بالإسكندرية بعد تدهور حالته الصحية، نتيجة لظروف احتجازه القاسية، وغياب الرعاية الطبية اللازمة.
ويعد هذا الحادث حلقة جديدة في سلسلة من الانتهاكات التي تطال المعتقلين في السجون المصرية، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، ويقضون فترات طويلة في الحبس الاحتياطي.
وكان إيهاب جحا قد تم اعتقاله في 23 سبتمبر 2019 في القضية المعروفة بـ”قضية حزب الدستور”، التي تم التحقيق فيها بتهم تتعلق بالانضمام لجماعة أُسست على خلاف القانون والدعوة للتظاهر ونشر أخبار كاذبة، وهم تهم درج النظام المصري على توجيهها لمنتقديه، ليتسنى له التنكيل بهم واعتقالهم ومحاكمتهم.
ومنذ اعتقاله؛ تم حبس جحا احتياطيًا في سجن برج العرب، وهو سجن معروف بظروفه السيئة، حيث تعرض هناك لإهمال طبي شديد رغم مناشدات أسرته المتكررة للحصول على العلاج المناسب.
وفي وقت سابق؛ وصفته زوجته أثناء زيارتها له بأنه كان “يموت أمام عينيَّ” بسبب تدهور حالته الصحية التي تفاقمت نتيجة لمرض السكري الذي يعاني منه، بالإضافة إلى مضاعفات أخرى مثل إجراء عمليات جراحية لاستئصال كيس مياه على الرئة، وعلاج إصابات لحروق شديدة في القدمين. كما أصبح غير قادر على الحركة واحتاج إلى كرسي متحرك للتنقل، لكن السلطات رفضت توفير العلاج المناسب له، أو اتخاذ إجراءات قانونية تضمن له حقه في الرعاية الصحية.
وكان إيهاب جحا أمين تنظيم مساعد حزب الاستقلال في محافظة الغربية، وهو أب لأربعة أبناء، وكان يعمل مندوبًا للمبيعات قبل اعتقاله. وتمثل حالته تمثل نموذجًا صارخًا لمعاناة الآلاف من المعتقلين السياسيين الذين يقضون سنوات طويلة في الحبس الاحتياطي في ظروف غير إنسانية، دون أن يتمكنوا من الحصول على محاكمة عادلة أو الإفراج عنهم رغم تدهور صحتهم.
الوفاة المفجعة تأتي في وقت حساس، حيث تزايدت الدعوات المحلية والدولية لإنهاء الحبس الاحتياطي المطول، الذي يُعتبر انتهاكًا لحقوق الإنسان ويتعارض مع مبادئ العدالة الأساسية.
وبهذه الحادثة؛ تزداد الأصوات المطالبة بتحقيق العدالة والمحاسبة، خاصة في ظل استمرار احتجاز العديد من المواطنين في ظروف احتجاز قاسية، بما يتناقض مع الحقوق المكفولة لهم وفقًا للقانون الدولي والمحلي.