لا تزال أوضاع السجون ومراكز الاحتجاز في مصر تشهد انتهاكات خطيرة تمس حقوق الإنسان، حيث يعاني العديد من المعتقلين السياسيين من سوء المعاملة، بما في ذلك التعذيب الجسدي والإهمال الطبي المتعمد، ما يشكل خطراً حقيقياً على حياتهم.
وفي هذا السياق؛ توفي المعتقل السياسي الشيخ فضل سليم محمود (64 عاماً) داخل سجن المنيا، بعد معاناة طويلة من التعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الطبي.
والشيخ فضل هو وكيل سابق لمعهد أزهري بمحافظة المنيا، سلم نفسه للسلطات إثر تهديدها باعتقال نجله وتلفيق قضايا له، لكنه تعرض للتعذيب الشديد في قسم شرطة دير مواس، ما أدى إلى إصابته بالشلل.
ورُحّل لاحقاً إلى سجن المنيا وهو في حالة صحية متدهورة. وعلى الرغم من إصابته بجلطة دماغية وفقدان للذاكرة، لم يتلقَّ الرعاية الطبية اللازمة، ليظل طريح الفراش طوال فترة احتجازه حتى وفاته.
ويُعد التعذيب والإهمال الطبي الذي تعرض له الشيخ فضل سليم محمود، انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية مناهضة التعذيب وقواعد نيلسون مانديلا التي تضمن معاملة السجناء بشكل يحترم كرامتهم الإنسانية.
وتستدعي وفاة الشيخ فضل فتح تحقيق مستقل وشفاف في ملابسات اعتقاله وتعذيبه ووفاته، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة. كما تؤكد الحاجة الملحة إلى إصلاح نظام العدالة الجنائية في مصر وضمان احترام حقوق الإنسان داخل مراكز الاحتجاز لمنع تكرار مثل هذه المآسي.