تواصل ظروف الاحتجاز غير الآدمية التي يعاني منها معتقلو الرأي في مصر، حصد مزيد من أرواحهم، وسط صمت دولي، وتمادٍ من قبل السلطات المصرية في ارتكاب المزيد من الانتهاكات.
الشاب “إبراهيم علي آدم” آخر ضحايا هذه الظروف السيئة في السجون المصرية، حيث توفي غرقاً في زنزانته بمعسكر فرق الأمن في منطقة الشلال بمحافظة أسوان، بعد أن داهمت سيولٌ السجن غير المهيأ لهكذا ظروف.
ويقع معسكر قوات الأمن “الشلال” بالقرب من الجبال، مما تسبب في تعرضه للسيول الجارفة، إذ وصلت المياه في بعض الغرف إلى ارتفاع ثلاثة أمتار.
ويعد المعسكر واحدًا من أماكن الاحتجاز سيئة السمعة في مصر، ودائما تحدث به تجاوزات لحقوق الإنسان، ويستخدم كسجن للجنائيين والسياسيين، وكمكان احتجاز غير رسمي للمختفين قسريًا من أبناء محافظة أسوان وغيرها من محافظات جنوب مصر.
وبوفاة “شعيب” يبلغ عدد الضحايا في السجون المصرية منذ بدء العام الحالي 41 ضحية، أكثرهم قضوا جراء تعرضهم للإهمال الطبي المتزامن مع ظروف اعتقال سيئة، ما رفع العدد الإجمالي للضحايا منذ يوليو/تموز 2013 إلى 908 ضحايا.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام السلطة في البلاد؛ تشن السلطات المصرية حملة قمع غير مسبوقة ضد المعارضين والمنتقدين، إذ ألقت القبض على الآلاف في اعتقالات نابعة من دوافع سياسية، أدين العديد منهم وصدرت أحكام عليهم في محاكمات جائرة، أو احتجزوا دون محاكمة طيلة سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب لا أساس لها من الصحة، في ظروف احتجاز سيئة للغاية.