ما بين الإهمال الطبي، والتعذيب، وظروف الاحتجاز القاسية؛ يتواصل سقوط الضحايا في السجون ومراكز الاحتجاز المصرية.
آخر الضحايا حتى الآن؛ معتقل الرأي الشاب صهيب سعد عمارة، الذي توفي بسجن الوادي الجديد، في ظروف غامضة.
وعمارة هو ابن سعد عمارة عضو مجلس الشعب ورئيس لجنة الدفاع والأمن القومي سابقًا، وهو معتقل منذ نحو 10 سنوات هو ووالده وثلاثة من أشقائه.
وكان عمارة في مرحلة الاستعداد للخروج من السجن بعد انتهاء مدة الحكم عليه البالغة 10 أعوام.
وتشير وفاة عمارة إلى تدني مستوى الرعاية الصحية داخل السجون المصرية وظروف الاحتجاز السيئة التي يعاني منها المعتقلون، وتستدعي إجراء تحقيق عادل وحيادي في وفاته؛ للوقوف على الأسباب والملابسات، ومحاسبة المسؤولين في حال وجود إهمال طبي أو سوء معاملة مرتبطة بوفاته.
ويعد عمارة ثاني حالة وفاة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في أغسطس/آب الجاري، بينما بوفاته يرتفع عدد حالات الوفاة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة منذ مطلع العام، إلى 24 حالة وفاة؛ نتيجة الإهمال الطبي، وسوء أوضاع الاحتجاز، أو التعذيب أو الوفاة الطبيعية في ظروف حبس مزرية.
وتشهد السجون المصرية ومراكز الاحتجاز ارتفاعاً مطرداً في أعداد الوفيات، فيما لا تسمح السلطات المصرية للجنة الصليب الأحمر بتفقد أوضاع السجون، حتى باتت السجون بمعزل تام عن أي رقابة، باستثناء النيابة العامة، التي لا تحقق بالأساس في جرائم التعذيب، بل أصبحت شريكاً في التستر على الجناة فيها.