تستمر السلطات السعودية في تعريض المفكر الدكتور سفر الحوالي (70 عاماً) وثلاثة من أبنائه إلى الاختفاء القسري بعد اعتقالهم في 12 يوليو/تموز 2018، واقتيادهم إلى جهة مجهولة، على الرغم من تدهور حالته الصحية.
وطالبت لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (CRPD) السلطات السعودية بالإفراج فوراً عن الحوالي، الذي اعتقل على خلفية نشره كتابًا ينتقد فيه خيارات السياسة الدولية لولي العهد محمد بن سلمان، ويقدم توصيات بشأنها.
وقالت اللجنة إن قوات أمن الدولة اعتقلت أبناء الحوالي الأربعة وشقيقه كشكل من أشكال الانتقام والمزيد من الترهيب، مشيرة إلى أنه منذ اعتقاله حُرم من الرعاية المناسبة، على الرغم من إصابته بضعف في النطق وحالته الصحية الهشة للغاية ومُنع من الاتصال بالعالم الخارجي.
وأبناء الحوالي هم: عبدالله وعبدالرحمن وإبراهيم (الذي أفرج عنه في فبراير/شباط 2020) وعبدالرحيم، أما شقيقه فهو سعد الله الحوالي.
وأوضحت اللجنة أنه “منذ اعتقاله؛ لم تتحْ للحوالي سوى فرص قليلة جدًا للتواصل مع عائلته”، موضحة أنه “بسبب ضعف الكلام الشديد الذي يعاني منه؛ لا يمكنه التواصل عبر المكالمات الهاتفية، كما لم تتخذ السلطات أي تدابير على الإطلاق لتسهيل اتصال الحوالي بأسرته أو بمستشار قانوني، علاوة على ذلك فقد سمحت نيابة أمن الدولة بالزيارات العائلية بشكل متقطع وتعسفي”.
وتابعت: “تعتبر هذه المعاملة السيئة قاسية بشكل خاص، نظرًا لمعاناة السيد الحوالي من جلطة دماغية متكررة أدت إلى ضعف دائم في الكلام، مما يجعل من المستحيل عليه التحدث بوضوح أو فهمه”.
وأضافت: “كما أنه يعاني من كسر في الحوض وفشل كلوي يتطلب رعاية طبية مستمرة. تدهورت الأوضاع الصحية للسيد الحوالي بشدة بعد اعتقاله مباشرة”.
وأكدت أنه “على الرغم من إعاقته وكبر سنه وتدهور صحته، فقد حُرم منذ ذلك الحين من الرعاية الطبية وهو محتجز بمعزل عن العالم الخارجي”.
وقالت إنه “كشكل من أشكال العقاب على انتقاده لولي العهد؛ يُترك سفر الحوالي عمليًا ليموت ببطء في الحجز، معزولاً عن العالم الخارجي وأحبائه، ويعيش في خوف من المضايقات والتهديدات لأقاربه”.
وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة في العاصمة السعودية الرياض، قد أصدرت أحكاماً بالسجن على أبناء الحوالي وآخرين من أقربائه.
وقررت المحكمة حبس أبنائه عبدالرحمن لمدة سبع سنوات، ونجليه عبدالله وعبدالرحيم لمدة ست سنوات.
ولم تصدر المحكمة بعد أي أحكام على الدكتور سفر الحوالي نفسه.
وتفرض السلطات السعودية تعتيما على أوضاع كثير من المعتقلين، في حين تتسرب أنباء عن تدهور صحة العديد منهم، أو تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة.