تمكن معتقلون في سجن الوادي الجديد بمصر، من تسريب رسالة استغاثة مطولة، كشفت عن انتهاكات عديدة يتعرضون لها.
ووفق ما جاء في الرسالة؛ فإن السجناء يتعرضون لانتهاكات عدة، من بينها أن السجن في قلب الصحراء يبعد ست ساعات عن أقرب قرية أو مركز، فيما يعاني المسجونون من شتى أنواع العذاب البدني والنفسي، ولا يخرج منه أحد ليحكي ما يحدث فيه.
وبيّن نزلاء “الوادي الجديد” في رسالتهم أن “دخول السجن يبدأ بالاستقبال (التشريفة)”، من خلال “الضرب المبرح على يد المخبرين وعساكر الأمن، مع السب والقذف والكرابيج. وتؤدي التشريفة إلى حالات إغماء من شدة الضرب المستمر ساعات عدة. ويدخل المسجون بعد ذلك إلى التأديب، وهو غرفة انفرادية متر في مترَين، بالملابس الداخلية فقط بلا حمام أو مياه”.
وأكدوا أن “المسجون قد يبقى في التأديب أشهراً أو سنة أو سنوات عدة. ويُسمح بدخول فقط كيس مياه قرابة لتر ورغيف خبز واحد يومياً. ويتسلم المسجون فيه (التأديب) كيساً لقضاء الحاجة، من دون أي شيء آخر. وتحدث حالات إغماء نتيجة سوء أوضاع التأديب”.
وقال السجناء في رسالتهم إن “المسجون ينتقل إلى غرفة جماعية، أربعة أمتار في أربع أمتار، ليس فيها حمام، ويتكدس فيها 65 إنساناً”. يضيفون أن “المسجون يرتدي سترة واحدة فقط”، وأن لا أدوات نظافة، الأمر الذي يؤدي إلى “انتشار كثير من الأمراض والبق والقمل”.
وتابعوا أن “هذه المرحلة تستمر من شهرَين إلى ستة أشهر. ثم ينتقل المسجون إلى غرفة أخرى اسمها الدواعي، ستة أمتار في أربعة أمتار، يسكنها 30 إنساناً، لا تختلف عن الغرفة التي قبلها إلا بوجود حمام. تمتد هذه المرحلة من شهرَين إلى ستة أشهر”.
وبحسب الرسالة؛ بعد نقل المسجون إلى “غرفة التسكين”، تبدأ معاناته التي تعدد في هذا الإطار “التغذية وإغلاق التريض والإهمال الطبي وسوء الزيارة”، في حين أن “أحداً لا يخرج من غرفته إلا بعد تقييده وتغمية (عصب) عينَيه”.
وتطاول هذه المعاناة الأهالي كذلك، وفق السجناء. فهؤلاء يضطرون إلى السفر، ذهاباً فقط، لمدة 12 ساعة ليتمكنوا من زيارة أبنائهم. كذلك فإن “تعامل الأمن معهم سيئ جداً، ويواجهون التعنت وعدم السماح لهم بالزيارة (كذلك)”.
وأضاف السجناء أن من تُتاح له الزيارة يكون ذلك من خلال “زيارة سلك لا تدوم إلا سبع دقائق”، مشيرين إلى أنهم يظهرون أمام أهاليهم “في وضع مهين، إمعاناً في التعذيب النفسي”، وقد “يتعدى الأمن على الأهالي أيضاً”.
واشتكى السجناء أيضاً من أن “تفتيش النساء في الزيارات مهين جداً”، إذ يُطلب منهن “خلع الملابس كلها للتفتيش”. وأوردوا أسماء الذين يشاركون في هذه الانتهاكات، وهم “رئيس المباحث حسام الدسوقي، والمأمور سليمان حيدر، وضابط الأمن الوطني أحمد ياسر، وأحد قوات الأمن يدعى شهاب، ومخبر للأمن الوطني يُدعى عادل”.
ورجح السجناء أن الأمن يهدف إلى أن يكون سجن الوادي الجديد “بديلاً عن سجن العقرب سيئ السمعة”، بعدما نُقل 25 مواطناً من سجن العقرب وسجن بدر 3 إلى سجن الوادي الجديد.
وتجدر الإشارة إلى أن العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ينص على أنه “ينبغي معاملة السجناء المحرومين من حريتهم بإنسانية، واحترام الكرامة الكامنة للشخصية الإنسانية”.