تمكّن معتقلون مصريون في سجن بدر3 من تسريب رسالة جديدة، كشفت تفاصيل محاولة انتحار جديدة لشاب يُدعى محمد.
وجاء في الرسالة: “قرّر الشاب محاولة الانتحار على أمل أن يلتقي بوالده في المستشفى، ولكنّ المحاولة التي كادت أن تقضي على حياته لم تمكّنه للأسف من رؤية والده أو معرفة أيّ شيء عنه وعن أحواله. وبالتأكيد لا يُعرف شيء عن أسرته مثل 1.350 معتقلاً آخرين في هذا السجن الذي وصفه ضابط الأمن الوطني المسؤول عن إدارته بأنّه أسوأ سجن في الشرق الأوسط”.
وأضافت الرسالة: “محمد يؤكد أنّه لم يكفر أو ييأس من روح الله، ولكنّ الأوضاع المعيشية السيّئة وغياب أيّ أخبار عن أهله وأمّه وإخوته وحتى خطيبته التي تركها قبل سبعة أعوام، كلّ هذا دفعه ليطلق هذه الصرخة التي كادت أن تقضي على حياته”.
ولفتت إلى أنّ ثمّة عائلات كاملة من المعتقلين في السجن، لكنّ الإدارة تتعمّد عدم جمعهم بعضهم ببعض، على الرغم من نصّ قانوني في لائحة السجون بقضي بلمّ شمل المسجونين الأقارب من الدرجة الأولى.
وتابع المعتقلون: “نعم، هناك في سجن بدر ثلاث عائلات كاملة من المعتقلين، آباء وأبناء وإخوة وأبناء عمومة، ورغم وجود نصّ في لائحة السجون بلمّ شمل المسجونين الأقارب من الدرجة الأولى، فإنّ إدارة سجن بدر3 لا تطبّق هذا النص على الإطلاق. فهناك مثلاً خيرت الشاطر ونجله وكلاهما في مكان بعيد عن الآخر، وحسن مالك وشقيقه محمد وكلاهما في مكان بعيد عن الآخر، ومحمد البلتاجي ونجله، ومحمود غزلان ونجله وكلاهما في مكان بعيد عن الآخر، وغيرهم من عشرات المسجونين” الذين هم في سجن واحد غير أنّه لا يُسمَح لهم بالالتقاء بعضهم ببعض أو معرفة أخبار بعضهم.
وتساءلوا في رسالتهم: “إذا كان الوضع بهذا الشكل مع الأقارب في داخل السجن، فماذا يكون الوضع (وضع المعتقلين) مع الأهالي خارج السجن؟!”.
وأكدوا مرّة أخرى على وجود عشرات محاولات الانتحار في المعتقل، مشيرين إلى “أكثر من 20 محاولة انتحار بقطع الشرايين” إلى جانب محاولتَي انتحار شنقاً، علماً أن جميع الذين أقدموا على ذلك هم في “حالات خطرة”.
وقالوا إن إدارة السجن عمدت إلى “عزل معظم من حاول الانتحار بالمركز الطبي الموجود في داخل مجمّع سجون بدر”، مضيفين أنّ آخرين بدأوا بالتفكير في الانتحار ليُصار نقلهم من السجن “من أجل رؤية أهاليهم”.
ويواصل المعتقلون في سجن بدر3 احتجاجاتهم السلمية في المعتقل، للمطالبة بفتح باب الزيارة، والتريض، وتقديم الرعاية الصحية المطلوبة، وتحسين الأحوال المعيشية، واحترام حقوق الإنسان.
يُشار إلى أن العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ينص على أنه “ينبغي معاملة السجناء المحرومين من حريتهم بإنسانية، واحترام الكرامة الكامنة للشخصية الإنسانية”.