علّق الصحفي المغربي المعتقل سليمان الريسوني إضرابه عن الطعام، المستمر منذ 118 يوما.
وجاء تعليق الريسوني لإضرابه بعد مناشدات أطلقتها منظمات وطنية ودولية ومثقفون وصحفيون.
ووفق هيئة الدفاع عن الريسوني في بيان؛ فإن الريسوني وافق “على إيقاف إضرابه عن الطعام، في انتظار نقله للمستشفى قصد تلقي العلاج والمواكبة والرعاية الطبية اللازمة حتى يستعيد عافيته”.
وكان الصحفي المغربي قد دخل في إضراب عن الطعام في 8 أبريل/نيسان الماضي، احتجاجا على استمرار توقيفه “احتياطيا” قبل أكثر من عام.
وأضاف هيئة الدفاع أن موافقة الريسوني على تعليق الإضراب جاءت “بعد التفاعل الإيجابي المبدئي الذي أبدته الجهات المختصة مع طلب نقله للمستشفى لتلقي العلاج والمواكبة الطبية لمساعدته على توقيف إضرابه عن الطعام”.
والإثنين؛ نظم صحفيون ونشطاء، وقفة احتجاجية أمام السجن الذي يقبع فيه الريسوني بمدينة الدار البيضاء، للتضامن معه والسماح بنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج من مضاعفات إضرابه عن الطعام.
ويعاني الريسوني من أمراض مزمنة، ما أثار مخاوف من تدهور حالته الصحية جراء الإضراب عن الطعام.
وبحسب جهات حقوقية مغربية؛ فقد اتخذت قضية الصحافي سليمان الريسوني منعطفاً خطيراً جراء الانتهاكات العديدة التي طالت حقوقه الدستورية، ومنها انتهاك قرينة البراءة التي نص عليها الدستور، وحرمانه من حريته ومنعه من التخابر مع أي من محاميه منذ إلقاء القبض عليه إلى أن دخل في الأسبوع الثالث من الاعتقال، وعدم احترام الضمانات الدستورية والقانونية التي يتمتع بها.
وأوضحت الجهات الحقوقية أن جميع هذه الانتهاكات لا يمكن تفسيرها إلا بدافع انتقامي بسبب آرائه المعبر عنها بجرأة، وخاصة ضمن افتتاحيات صحيفة أخبار اليوم اليومية التي يرأس الريسوني تحريرها، والتي تضمنت انتقادات لأداء المصالح الأمنية والنيابة العامة.
وأكدت أن الريسوني تعرض للاستهداف النمطي للصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان المنتقدين للسلطة عبر الأسلوب الممنهج الذي يعتمد تهم الاعتداء الجنسي بشكل متكرر، والتجسس على الحياة الخاصة للصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، والتشهير بهم.
واعتقلت السلطات المغربية الريسوني في مايو/أيار 2020 من بيته في مدينة الدار البيضاء، بناء على شكوى تقدم بها ضده شاب من مدينة مراكش (غرب) يتهمه فيها بـ”اعتداء جنسي“، وهو الأمر الذي ينفيه الريسوني، وهي الشكوى ذاتها التي تستخدم بحق العديد من الصحفيين المعارضين للسلطات.
ويُعد سليمان الريسوني، وهو شقيق الفقيه المغربي أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحد الصحفيين المعروفين في المغرب بمقالاتهم المنتقدة بشدة للسلطة في البلاد.
وتحتل المغرب المرتبة 133 من بين 180 دولة في ترتيب حرية الصحافة بحسب منظمة “مراسلون بلا حدود” التي أكدت وجود “خمسة صحافيين” قيد الاحتجاز في المملكة “بشكل تعسفي”.