دعت مفوضة الأمم المتحدة السامية السابقة لحقوق الإنسان، ماري روبنسون، السلطات الإماراتية إلى الإفراج عن الناشط المعتقل أحمد منصور، والذي كشفت تقارير وتسريبات تعرضه للتعذيب والمعاملة السيئة.
وقالت روبنسون خلال مقابلة في أعقاب كلمة ضمن فعاليات معرض إكسبو دبي، اليوم الأربعاء، إن المجتمع الحقوقي يعتبر أحمد منصور مدافعا شجاعا عن حقوق الإنسان، والإفراج عنه سيكون خطوة في وقتها”، مشيرة إلى أن البرلمان الأوروبي دعا إلى الإفراج عنه.
وكانت السلطات الإماراتية أوقفت أحمد منصور (51 عاما)، في 15 آذار/ مارس 2017، وصدر ضده حكم نهائي بالسجن 10 سنوات، إثر اتهامه بـ”الإساءة لهيبة ومكانة ورموز الإمارات”، جراء دعوة سلمية أطلقها للإصلاح السياسي في بلاده.
ومنذ اعتقاله؛ احتجزت السلطات الإماراتية منصور في زنزانة انفرادية صغيرة، وحُرم من مواد القراءة والسرير والفراش، وغير ذلك من الضروريات الأساسية، كما حُرم من أي اتصال فعلي مع سجناء آخرين أو بالعالم الخارجي، بما فيها الزيارات المنتظمة أو المكالمات مع زوجته وأولاده الأربعة.
وتجدر الإشارة إلى أن منصور ليس الضحية الوحيدة لعدم تسامح السلطات الإماراتية المطلق مع المعارضة، فمنذ 2011 عندما شنّت الإمارات هجوما مستمرا على حرية التعبير وتكوين الجمعيات؛ فقد وثقت هيئات حقوقية بشكل متكرر مزاعم خطيرة بوقوع انتهاكات على أيدي قوات أمن الدولة ضد المعارضين والنشطاء الذين تحدثوا عن قضايا حقوق الإنسان.
وتتهم تقارير حقوقية دولية، النظام الإماراتي باعتقال المئات على خلفية التعبير عن الرأي تحت مظلة “الإرهاب وتمويله”، مواصلاً احتجاز العشرات منهم على الرغم من انتهاء فترة محكومياتهم في خرق واضح للقانون الدولي، وانتهاك صارخ لحق المعتقل في استعادة حريته بعد انقضاء فترة سجنه.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قد وجهت العديد من الانتقادات للسلطات الإماراتية بشأن الزج بمئات النشطاء والحقوقيين والسياسيين السلميين في السجون، بسبب ممارستهم العمل الاجتماعي والخيري، أو مطالبتهم بإصلاح سياسي يفتح المجال أمام انتخابات ديمقراطية.
وأطلقت المنظمة العربية مؤخراً حملة للمطالبة بإنهاء الاحتجاز التعسفي للحقوقي الإماراتي أحمد منصور، والذي أكدت أنه محتجز في ظروف لا إنسانية تتنافى كلياً مع المعايير الدولية لمعاملة السجناء، يحُرم خلالها من أبسط حقوقه الأساسية انتقاماً منه لانتقاده ممارسات النظام الإماراتي المنتهكة لحقوق للإنسان التي يعتبر من أبرز المدافعين عنها في بلده.