تواصل الضفة الغربية دفع ثمن سياسة القتل الممنهج التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتكرر عمليات الاقتحام الدموية وتتسع اعتداءات المستوطنين تحت حماية الجنود، في مشهد يعكس اتساع رقعة الجرائم ضد الإنسانية التي تستهدف الفلسطينيين بشكل يومي.
وفي هذا السياق؛ قُتل اليوم الأربعاء الشاب أحمد جهاد براهمة (19 عاماً) برصاص الاحتلال في قرية عنزا جنوب جنين.
وأفادت مصادر محلية أن براهمة أصيب برصاصة قاتلة في الظهر أثناء اقتحام قوات الاحتلال للقرية في ساعات الصباح، حين كان الطلبة في طريقهم إلى مدارسهم. نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة لكنه فارق الحياة سريعاً.
وعطلت قوات الاحتلال التي اقتحمت القرية عند السابعة والنصف صباحاً الحياة اليومية، واستولت على منزل المواطن علي بسام عطايا وسط القرية، واتخذته موقعاً عسكرياً، ومنه أطلق الجنود الأعيرة النارية باتجاه الأهالي، فأصابوا براهمة إصابة قاتلة قبل أن ينسحبوا. فيما شملت المداهمات بلدات أخرى جنوب جنين مثل يعبد وصانور وأم دار.
ومساء الثلاثاء، قُتل الشاب سعيد مراد نعسان (20 عاماً) إثر إصابته برصاصة في الصدر أطلقها مستوطنون خلال هجوم على قرية المغير شمال شرق رام الله، جرى تحت حماية مباشرة من قوات الاحتلال.
وخلال الهجوم ذاته؛ أصيب خمسة مواطنين آخرين على الأقل، أحدهم بجروح حرجة. ووفق إفادة رئيس مجلس قروي المغير، أمين أبو عليا، فقد هاجم المستوطنون حديقة عامة في الجهة الجنوبية الشرقية للقرية وأطلقوا النار على الأهالي، ما أسفر عن وقوع هذه الإصابات وسقوط القتيل نعسان.
وبمقتل نعسان؛ يرتفع عدد القتلى على يد المستوطنين منذ مطلع العام الجاري إلى 12 مدنياً، فيما بلغ العدد منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 (34) قتيلاً، بحسب جهات فلسطينية رسمية.
وتُظهر هذه الوقائع أن الضفة الغربية تشهد تلازماً خطيراً بين اقتحامات الجيش واعتداءات المستوطنين، حيث توفر قوات الاحتلال الحماية للمجموعات المسلحة منهم، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
إن التواطؤ بين قوات الاحتلال والمستوطنين ليس أحداثاً عشوائية، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى ترهيب السكان الفلسطينيين وإفراغ أراضيهم، وهو ما يدخل ضمن نطاق الجرائم ضد الإنسانية ويستدعي مساءلة دولية عاجلة.