أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا بأشد العبارات جريمة قتل المواطنة اليمنية أحلام علي عبد الكريم العشاري (29 سنة)، قبيل فجر الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول2020، في منزلها وبين أطفالها الأربعة، وذلك بعد ضربها بوحشية من قبل قوات أمن مديرية العدين التابعة لجماعة الحوثي.
ضرب أفضى إلى الموت
ووفقاً لشهود حضروا الواقعة فإن مسلحين تابعين لجماعة الحوثي قاموا بمداهمة المنزل الكائن بمنطقة العدين/محافظة إب فجر الخميس بحثاً عن زوج الضحية “محمد مقبل العشاري”، وعندما لم يعثروا عليه انهالوا بوحشية عليها دون مراعاة ظروفها الصحية كونها “حامل” إذ أبرحوها ضرباً في أجزاء مختلفة من جسدها بعنف مما أفضى إلى مقتلها.
وأوضحت المنظمة أنّ هذه الحادثة ليست غريبة عن سجلّ جماعة الحوثي الحافل بالقتل والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والاختفاء القسري، والجرائم البشعة التي ترتكبها بحق المدنيين وعلى رأسهم الفئات الأشدّ ضعفا كالنساء والأطفال والمهمّشين والمواطنين الأشدّ فقرا.
ممارسات وحشية
ولفتت المنظمة إلى الأهميّة القصوى التي يجب إيلاؤها لمقتل أحلام العشاري حيث إنها تكشف بوضوح الممارسات الوحشية والاعتداءات المتكررة والدمويّة التي يرتكبها المسلحون التابعون لجماعة الحوثي بحق المواطنين وسط تفشي مناخ الإفلات من العقاب والمحاسبة، وغياب الدولة، وانتشار الفوضى، وصمت المجتمع الدولي عمّا يحدث في بلد تعصف به حرب ضارية أسفرت عن موجة بؤس غير مسبوقة.
انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان
وبيّنت المنظمة أن جماعة الحوثي تنتهج سياسة التعذيب الوحشي والإخفاء القسري بغية انتزاع اعترافات من خصومها وصولا إلى المحاكمات السياسيّة ـــ التي تجري من غير ذي صفة قانونية أو شرعية ـــ والتصفية الجسدية في المناطق التي تخضع لسيطرة القوات التابعة لها، مبيّنة أنّها تستهدف كل فئات المجتمع بمن فيهم المدنيّين والمعارضين والصحفيّين والناشطين الحقوقيّين وحتى العاملين في المجال الإنساني.
وأكّدت المنظمة أنّ انعدام الرقابة الدولية ضوءٌ أخضر لجميع أطراف النّزاع في اليمن للمضيّ قدما في تدمير البلد، وتصعيد العنف، وخلق الفوضى، والقضاء على أمل قيام دولة عادلة مستقلّة تضمن كافة حقوق شعبها في كنف احترام القانون الدولي الإنساني.
وضع كارثي يستدعي تدخلا عاجلا
وذكّرَت المنظّمة بالوضع المأساويّ الذي يعيشه ملايين اليمنيّين في الداخل والآلاف منهم في الخارج، مطالبة بإيقاف حرب الستّ سنوات والتي اكتسبت طابعا دوليّا منذ التّدخل السعودي الإماراتي هناك فضلا عن فرض الحصار التام، وانتشار الأوبئة القاتلة، وبلوغ الفقر مستويات قياسية، خاصة في ظل ما أكدته تقارير أممية عن مجاعة قاسية تلوح في الأفق.
ودعت المنظمة إلى ضرورة تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في كافة الاغتيالات التي حدثت في اليمن، ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب، كما طالبت باتخاذ كافة التدابير والإجراءات لوقف كافة عمليات القتل خارج إطار القانون.