قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين اثنين، وأصابت 208 بجراح مختلفة، خلال عمليات الاعتداء التي شنها الاحتلال في 18 نقطة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين خلال يوم أمس الجمعة.
ووثقت تقارير حقوقية فلسطينية، مقتل الشابين محمد أيمن فتحي (20 عاماً) من مخيم طولكرم، وعبد الله خالد دعباس (20 عاماً) من شويكة برصاص الاحتلال في معسكر سالم بمدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وبلغ عدد الجرحى في القدس 205 إصابات مختلفة نقل 88 منهم للمستشفيات، بينما حدثت إصابة واحدة بالرصاص الحي، وإصابتان بالرصاص المطاطي وعدة حالات اختناق في الضفة.
ارتفع عدد مصابي “اعتداء” قوات إسرائيلية علي فلسطينيين بالقدس المحتلة إلى 205، وفق حصيلة أولية غير رسمية.
وقالت جمعية “الهلال الأحمر” الفلسطيني (غير حكومية) في بيان ليلة الجمعة/السبت، إن إجمالي الإصابات التي تعاملت طواقمنا معها لهذه اللحظة جراء اعتداء قوات الاحتلال على الفلسطينيين في المسجد الأقصى بلغت 205 إصابة.
وأوضحت أنه “تم نقل 88 إصابة لمستشفيات القدس، أما باقي الاصابات فقد تمت علاجها ميدانيا”، مشيرة إلى أن “معظم من الإصابات كانت في الوجه والعين والصدر بالرصاص المطاطي”.
وشهدت باحات المسجد الأقصى ومصلياتها مساء الجمعة، اعتداءات إسرائيلية متواصلة على المصلين، بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت على المصلين.
واعتدت القوات الإسرائيلية على النساء المتواجدات في ساحة مصلى قبة الصخرة، وأطلقت نحوهن قنابل الصوت.
ومنذ بداية شهر رمضان؛ يحتج الشبان الفلسطينيون باعتصامات سلمية على منعهم من الجلوس على مدرج “باب العامود”، وقابلت قوات الاحتلال هذه الاحتجاجات بالمزيد من الاعتداءات على الفلسطينيين، ما فجّر مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته؛ يشهد حيّ الشيخ جراح شرقي القدس منذ أكثر من 10 أيام، مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وسكان الحي الفلسطينيين، ومتضامنين معهم.
ويحتج الفلسطينيون في الحي على قرارات صدرت عن محاكم إسرائيلية بإجلاء عائلات فلسطينية من المنازل التي شيدتها عام 1956، بينما تزعم جمعيات استيطانية إسرائيلية أن المنازل أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل عام 1948.
ووصلت نقاط الاعتداءات الإسرائيلية والمواجهات بين الاحتلال والفلسطينيين إلى 18 نقطة، كانت كالآتي: مدينة القدس: الشيخ جراح، المسجد الأقصى، باب العامود، البلدة القديمة والخليل: باب الزاوية، عين البيضا، وبيت لحم: مستوطنة بيتار عيليت، حوسان، وطولكرم: شويكة، جنين: معسكر سالم، ونابلس: بيت دجن، بيتا، أريحا: المدخل الجنوبي لأريحا، وقلقيلية: الحاجز الشمالي لقلقيلية، كفر قدوم، عزون، وغلاف غزة: كيبوتس بئيري، مستوطنة أشكول.
ونددت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا باقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى مساء الجمعة في العشر الأواخر من رمضان، لافتة إلى أنها أيام يتوجه فيها المصلون الى المسجد الأقصى للاعتكاف والصلاة.
وقالت المنظمة في بيان، إن الاقتحام الهمجي وإطلاق الرصاص واصابة المئات يأتي قبل يومين من دعوات من قبل جماعات دينية لاقتحام المسجد الأقصى في الثامن والعشرين من هذا الشهر، “لإخافة الناس من الإقبال على المسجد الأقصى وتركه فارغا للمقتحمين”.
وشددت المنظمة على أن “اقتحام المسجد الأقصى لا يتم إلا بقرار من أعلى مستوى سياسي في حكومة الاحتلال، وهذا ينذر بأن هذا الاقتحام له ما بعده ويظهر نوايا رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو المأزوم في تسعير حرب دينية في المنطقة”.
وأشارت المنظمة إلى أن “هذه الاعتداءات المتكررة تبرز مدى تورط الذين تهافتوا للتطبيع مع الاحتلال، وعقد صفقات للاستثمار في المستوطنات، ودعم مشاريعه الاستيطانية في هذه الجرائم التي يرتكبها المستوطنون وقوات الاحتلال بحق المسجد الأقصى والمصلين”.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات من أجل توفير الحماية للمقدسيين والمسجد الأقصى، “فالصمت الدولي يشجع المسكونين بعقائد مزورة للمضي قدما في مشاريعهم الخطيرة نحو هدم المسجد الأقصى وبناء ما يسمى الهيكل”.