قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن اغتيال 7 من موظفي حركات الإغاثات الدولية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي لا يحمل سوى رسالة واحدة للعالم مفادها: إسرائيل فوق كل قانون ولا تخشى من أي مساءلة، وما دام هناك ذخائر في جعبتها سترتكب المزيد من الجرائم ضد أي شخص يحاول الوقوف ضدها ولو بإطعام المنكوبين الذين تحاول إبادتهم منذ ستة أشهر.
وأوضحت المنظمة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي -الاثنين 1 أبريل/نيسان- استهدفت قافلة مساعدات إنسانية كانت تغادر أحد المستودعات الإغاثية وسط غزة، ما نتج عنها مقتل 7 من موظفي منظمة “المطبخ المركزي العالمي”، بينهم أسترالية وثلاث بريطانيين وبولندي وأمريكي/كندي، بالإضافة إلى سائقهم الفلسطيني.
والضحايا هم سيف الدين عصام أبو طه (25 عامًا- فلسطين)، ولالزاومي “زومي” فرانككوم (43 عاماً- من أستراليا)، وداميان سوبول (35 عامًا- من بولندا)، وجاكوب فليكنجر (33 عاماً- الولايات المتحدة/كندا)، ومن المملكة المتحدة جون تشابمان (57 عاماً) وجيمس “جيم” هندرسون (33 عامًا)، وجيمس كيربي (47 عامًا).
وبينت المنظمة أنه منذ بداية الحرب قُتل ما لا يقل عن 196 عامل إغاثة، معظمهم من موظفي الأونروا وغالبيتهم فلسطينيون لم يلتفت إليهم أحد ولم يثر مقتلهم أي اهتمام كونهم فلسطينيون من عداد أكثر من 140 ألف فلسطيني قتلوا وجرحوا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مضيفة أن صمت المجتمع الدولي المشين عن استهداف المدنيين ومنهم عمال إغاثة دوليين ومقراتهم جرّأ الاحتلال على ارتكاب مثل هذه الجريمة.
وشددت المنظمة على أن هذه الغارة الوحشية لا تعتبر هجومًا على المطبخ المركزي وحسب، بل هجومًا على كل المنظمات الإنسانية والإغاثية التي تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال أحلك الظروف في الحروب التي يُستخدم فيها الغذاء كسلاح ضد المدنيين.
وأكدت المنظمة أن التخاذل الدولي تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة منذ اليوم الأول للحرب الممتدة منذ حوالي 180 يومًا هو السبب الرئيسي في تفاقم وحشية ممارساته، مشيرة إلى أن الاحتلال ارتكب وبالأدلة الموثقة لدى الجميع ما يكفي من الجرائم ضد الأطفال والنساء والمدنيين العُزل كي يتحرك العالم ويتخذ موقفًا رادعًا يضع حد لهذه الفظاعات، لكن بدلًا من ذلك، لا تزال آلة القتل الإسرائيلية يتم تغذيتها بالأسلحة والذخائر العسكرية، والدعم المالي واللوجستي، والغطاء السياسي الغربي ضد القرارات الأممية.
كما شددت المنظمة على أن ظروف هذه الجريمة تبين أنها ارتكبت عن سابق إصرار وترصد على خلاف الأكاذيب التي يروج لها قادة الجيش ورئيس وزراء الاحتلال، فالسيارات المصفحة التي تقل الضحايا نسقت في تحركاتها مع الجيش قبل وبعد خروجها من مخازن في دير البلح، ومما يوضح نية الاحتلال المتعمدة هو استهداف السيارات كان يستقلها عمال المنظمة بثلاث صواريخ متتالية.
واستهجنت المنظمة موقف الدول التي ينتمي إليها الضحايا حيث دعت إسرائيل إلى اجراء تحقيق شامل وبيان ملابسات الحادث وكأن هذه الجريمة معزولة وإسرائيل طوال حرب الإبادة لم تستهدف المدنيين.
وأضافت المنظمة أن دعوة اسرائيل لإجراء تحقيق هو أمر مثير للسخرية وهروب من واجب الدول التي ينتمي إليها الضحايا، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا، في فرض عقوبات أهمها وقف تدفق الأسلحة الذي لولاه لما سقط هذا العدد المهول من الضحايا.
وأكدت المنظمة أن استمرار الغطاء السياسي الذي توفره دول الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة يشجع إسرائيل على المضي قدمًا في حرب الإبادة التي قضت على كل معالم الحياة في قطاع غزة، وأن عبارات التنديد والتعاطف مع الضحايا ما هي إلا لذر الرماد في العيون.
ودعت المنظمة جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى اتخاذ خطوات فعلية لضمان تطبيق القانون الدولي بشكل متساو وعادل، والعمل على وضع حد للمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني من خلال وقف العدوان وجرائم الإبادة وجرائم الحرب في قطاع غزة والضفة وكل الأراضي الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال.