تستمر معاناة أطفال قطاع غزة وسط تصاعد العنف وانعدام الحماية، ما يفاقم المأساة الإنسانية المستمرة منذ نحو 15 شهراً.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) مقتل ما لا يقل عن 74 طفلاً في قطاع غزة، خلال الأسبوع الأول من عام 2025، في تقرير نشرته على موقعها الرسمي.
وذكرت المنظمة أن الأطفال قتلوا في عدة حوادث تضمنت خسائر بشرية جماعية، بما في ذلك هجمات ليلية استهدفت مدينة غزة وخان يونس والمواصي، والتي كان قد أُعلن عنها بشكل أحادي بأنها “منطقة آمنة” في جنوب القطاع.
وأشارت إلى أن آخر هجوم، وقع يوم الثلاثاء الماضي، أسفر عن مقتل خمسة أطفال في المواصي وحدها.
وعبرت المديرة التنفيذية لليونيسيف، كاثرين راسل، عن صدمتها إزاء هذه الانتهاكات، مؤكدة أن “أطفال غزة بدأوا العام الجديد بمزيد من الموت والمعاناة نتيجة الهجمات والحرمان والبرد القارس”.
وأضافت: “كان ينبغي التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ وقت طويل، فقد قُتل عدد كبير من الأطفال وخسروا أحبّاءهم في بداية مأساوية لهذا العام”.
وأكدت المنظمة أن أكثر من مليون طفل يعيشون في خيام مرتجلة تحت ظروف إنسانية بالغة القسوة، بعد تهجير آلاف الأسر على مدار الأشهر الـ15 الماضية.
ولفتت التقارير إلى وفاة ثمانية أطفال رضع منذ 26 ديسمبر الماضي بسبب انخفاض حرارة الجسم، نتيجة افتقارهم لوسائل التدفئة الملائمة وعدم قدرتهم على تنظيم درجة حرارة أجسادهم.
وحذرت اليونيسيف من أن الوضع الإنساني في غزة خرج عن السيطرة، مشيرةً إلى أن شاحنات المساعدات الإنسانية التي تصل القطاع غير كافية مطلقاً لتلبية الاحتياجات الأساسية للأسر، في ظل انهيار شبه كامل للنظام العام واستمرار عمليات نهب المساعدات الإنسانية.
ويمثل استمرار هذه المجازر بحق الأطفال في غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الجرائم، وضمان حماية الأطفال من الاستهداف المباشر ومنع استخدامهم كأدوات ضغط.