ارتفع عدد ضحايا موظفي الأمم المتحدة في قطاع غزة إلى 280 منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقُتل موظف أممي أمس الأربعاء إثر غارة استهدفت دار ضيافة تابعة للأمم المتحدة في دير البلح، وسط قطاع غزة، فيما أصيب أربعة آخرون بجروح خطيرة.
ويأتي هذا الاستهداف ضمن سلسلة غارات مكثفة أدت إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين خلال 48 ساعة فقط.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صدمته وحزنه العميقين، داعيًا إلى إجراء تحقيق شامل في الحادثة، وهي دعوة تتكرر بعد كل مجزرة دون أن يُترجم ذلك إلى إجراءات ملموسة.
وأكد فيليب لازاريني، مفوض الأونروا، أن الأمم المتحدة “تدفع ثمنًا باهظًا أثناء قيامها بواجباتها الإنسانية”، مطالبًا بتوفير حماية عاجلة للموظفين الإنسانيين.
ويأتي مقتل الموظف الأممي في سياق استئناف الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة التي يشنها على غزة، ما أسفر عن مقتل 436 فلسطينيًا خلال يومين فقط، بينهم 174 طفلًا و89 امرأة.
وتُعد الهجمات على العاملين الإنسانيين انتهاكًا صريحًا لمبدأ التمييز والضرورة والتناسب، وهي مبادئ أساسية في القانون الدولي، وتنص اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية على ضرورة احترام وحماية موظفي الإغاثة والمنظمات الدولية. ومع ذلك، يستمر الاحتلال الإسرائيلي في استهداف منشآت الأمم المتحدة، وسط غياب أي محاسبة فعلية.
إن المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى، بالتحرك الفوري لوقف المجازر وتفعيل آليات المحاسبة الدولية، وخاصة أن استهداف العاملين الإنسانيين والمنشآت الأممية في غزة ليس مجرد خرق للقانون، بل هو استهتار بمنظومة العدالة الدولية بأكملها.