توفي الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان، وليد دقة (62 عاما) الأحد، بعد أن أمضى 39 عاما في معتقلات الاحتلال، وذلك جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء) التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى.
وتدهور الوضع الصحي للأسير وليد دقة منذ آذار/مارس 2023، نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد، وقصور كلوي حاد، إلى جانب إصابته بسرطان التليف النقوي في 18 كانون الأول/ديسمبر من العام 2022، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، والذي تطور عن سرطان الدم الذي شُخص قبل نحو 10 سنوات، وتُرك دون علاج جدي.
وفي نيسان/أبريل من العام الماضي؛ خضع الأسير دقة لعملية جراحية لاستئصال جزء من رئته اليمنى، ثم جرى نقله إلى “عيادة سجن الرملة”. وفي 22 مايو/أيار تعرض لتدهور إضافي، ونقل إلى مستشفى “أساف هاروفيه”، جراء معاناته من مضاعفات عملية الاستئصال، بسبب الاختناق التنفسي الشديد جدا، والتلوث، وبعد نقله إلى المستشفى خضع لعملية قسطرة، بسبب قصور ملحوظ في عضلة القلب، وبعد ثلاثة أيام أعادت سلطة السجون الأسير دقة إلى “عيادة سجن الرملة”، مما تسبب بتدهور جديد في وضعه الصحي، لينقل مجددا إلى مستشفى “أساف هاروفيه”، ثم يعاد إلى الرملة.
واعتقل الأسير دقة، في 25 من مارس/آذار 1986 إلى جانب مجموعة من رفاقه وهم: إبراهيم أبو مخ، ورشدي أبو مخ، وإبراهيم بيادسة.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي أصدر بحقه حكما بالسجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ37 عامًا، وأضاف الاحتلال عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح (39) عامًا.
وخلال مسيرة دقة الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن، ومن أبرز إصداراته: “الزمن الموازي”، و”صهر الوعي”، و”حكاية سرّ الزيت”.
وتعرض الأسير دقة لجملة من السياسات التنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال للاستيلاء على كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفي.
وارتفع عدد الوفيات في سجون الاحتلال إلى 14، منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبوفاته ترتفع حصيلة وفيات الأسرى الفلسطينيين منذ عام 1967 إلى 251 وفاة.
ويحتجز الاحتلال الإسرائيلي في سجونه ما لا يقل عن 9 آلاف و100 أسير فلسطيني، وزادت أوضاعهم سوءا منذ أن بدأت حربا مدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.