يتواصل وقوع الضحايا بين المعتقلين والمحكومين المصريين، جراء استمرار انتهاكات النظام المصري بحقهم، والتي أبرزها الإهمال الطبي المتعمد، وسوء ظروف الاحتجاز.
وفي هذا السياق؛ توفي المعتقل السياسي في سجن أبو زعبل، أحمد محمد أبو اليزيد البلتاجي (33 عاما) من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية.
وبعد اعتقال البلتاجي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تدهورت حالته الصحية بسبب ظروف الحبس المزرية، وعدم تلقيه الرعاية الطبية المطلوبة.
وبعد ثلاثة شهور من المعاناة؛ نقلت إدارة السجن البلتاجي إلى أحد المستشفيات حيث كان في إعياء شديد، ليتم بعدها إبلاغ أسرته بوفاته، دون إعلامها بملابسات الوفاة.
وكان البلتاجي قد تعرض عند اعتقاله للإخفاء القسري لمدة 20 يوماً في أحد مقرات الأمن الوطني، قبل أن يتم عرضه على نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس وهو في حالة إعياء شديد، وذلك نتيجة التعذيب البدني والنفسي الشديدين اللذين تعرض لهما. وتم التحقيق معه وحبسه 15 يوما على ذمة القضية رقم 2902 لسنة 2023 حصر أمن دولة عليا وترحيله إلى سجن أبو زعبل.
والبلتاجي هو ثامن حالة وفاة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في مصر منذ مطلع العام الجاري فقط.
يشار إلى أن السجون المصرية تفتقر بشكل عام إلى مقومات الصحة الأساسية والتي تشمل الغذاء الجيد والمرافق الصحية، دورات المياه الآدمية التي تناسب أعداد السجناء وكذلك الإضاءة والتهوية والتريّض، كما تعاني في أغلبها من التكدس الشديد للسجناء داخل أماكن الاحتجاز، حسب تأكيدات حقوقية مبنية على شهادات سجناء سياسيين سابقين.
وتجدر الإشارة إلى أن العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ينص على أنه “ينبغي معاملة السجناء المحرومين من حريتهم بإنسانية، واحترام الكرامة الكامنة للشخصية الإنسانية”.