أفادت مصادر حقوقية بوفاة المواطن بلال رأفت محمد علي، البالغ من العمر 55 عامًا، من قرية بني قريش – مركز منيا القمح، وذلك بعد تعرضه لغيبوبة ناجمة عن نزيف حاد في المخ أثناء احتجازه بمركز شرطة منيا القمح.
ووفقًا لشهادات موثقة، كان الفقيد يعاني منذ طفولته من شلل أطفال، ورغم حالته الصحية المتدهورة، تم توقيفه للمرة الخامسة. يوم الخميس الماضي، دخل في غيبوبة وتم نقله إلى مستشفى منيا القمح حيث أدخل إلى غرفة العناية المركزة، إلا أنه فارق الحياة لاحقًا، وتم دفنه ليلًا في مسقط رأسه.
تشير المنظمات الحقوقية إلى أن مركز الاحتجاز الذي كان يقبع فيه يفتقر إلى أدنى مقومات الرعاية الصحية، مع تواتر شهادات عن تدهور الوضع الصحي للمحتجزين، خصوصًا من المصابين بأمراض مزمنة أو إعاقات، مما يعكس نمطًا مقلقًا من الإهمال الطبي الذي يرقى إلى انتهاك خطير للحق في الحياة والرعاية الصحية، المكفول بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
ويعاني آلاف السجناء السياسيين في مصر من ظروف اعتقال قاسية، تشمل الحبس الانفرادي، المنع من الزيارات، سوء التغذية، والإهمال الطبي الممنهج، في مشهد يفضح الانهيار الكامل لسيادة القانون، ويعري الخطاب الرسمي الذي يدعي احترام حقوق الإنسان.
ندعو إلى فتح تحقيق نزيه وجاد في ملابسات وفاة المواطن بلال رأفت محمد علي، ومساءلة المسؤولين عن التقصير في تقديم الرعاية الصحية اللازمة. كما نطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية المعنية بمتابعة أوضاع أماكن الاحتجاز، وضمان امتثالها للمعايير الدولية الخاصة بحقوق السجناء، بما في ذلك الحق في تلقي العلاج والرعاية الصحية دون تمييز.